مع قرب بدء موسم الصيف، وارتفاع درجات الحرارة، تتطلع العوائل إلى أماكن ومرافق الترفيه العائلي في البلاد، وتتمنى وجود وتنوع هذه الأماكن والمرافق، بينما يظهر الواقع بشكل جلي أن المرافق والبرامج والأنشطة الموجهة لتشجيع السياحة العائلية لاتزال تعاني من شحتها وعدم تناسبها مع طموحات وتطلعات العوائل عموما.
ولاحظنا حديثاً اهتمام بعض دول المجلس مثل سلطنة عمان ودبي بهذا الجانب، إذ تم الإعلان عن عدد من المشروعات المهمة، في حين تبادر بعض هذه الدول إلى إقامة المهرجانات الصيفية والترفيهية وتنظيم الفعاليات الثقافية والفنية التي من شأنها تشجيع السياحة العائلية في بلدانها.
في البحرين فإن مجال السياحة العائلية لايزال محدودا ولم يطور إلى الآن. فهناك الكثير من المشروعات السياحية الاستثمارية التي طرحت منذ سنوات لم تر النور. كما إن هذا القطاع يعاني من صعوبات أخرى وخصوصاً في مجال استقطاب الأيدي العاملة المحلية بالنظر إلى إنها في ازدياد.
لذلك لابد أن تعمل الأجهزة المعنية على تهيئة البنية الداخلية للسياحة بشكل عام وفتح الباب للاستثمار في جميع المشروعات السياحية. أما فيما يخص السياحة العائلية تحديدا، فإنه من الضروري وخصوصاً في المرحلة الأولى من تطوير هذا القطاع أن نرى تعاونا وثيقا بين القاعين العام والخاص للاهتمام بهذا النوع من السياحة وكل مرافقها، مثل تسخير المنتجعات لراحة العائلات وتطوير الجزر الساحلية التي تشتهر بها البحرين بالاستثمار السياحي فيها وإقامة المشروعات السياحية بما فيها من وسائل ترفيه واستجمام وفنادق ومناظر خلابة.
كذلك لا يمكن إغفال دور دور السياحة التعليمية والثقافية والحضارية العائلية، من خلال تطوير المتاحف الوطنية والقلاع التراثية والآثار التاريخية والرموز الحضارية التي تتمتع بها البحرين لما لها من تراث وحضارة عريقين.
ومن جهة أخرى، لا نستطيع أن ننكر دور المجمعات التجارية وما تحويه من أماكن ترفيه وزوايا مخصصة لألعابهم ومطاعم خدمة السياحة العائلية وخصوصاً أن المجمعات تكون مكيفة وشاملة لجميع وسائل الاستجمام.
ان جميع هذه المشروعات وغيرها وعلى رغم قول البعض بأنها متوافرة بدرجات متفاوتة فإنها لاتزال بحاجة إلى تطوير كبير، وبحاجة إلى تخطيط واستثمارات وتشجيع، وحينها سنجد إقبالاً منقطع النظير من قبل مواطني دول المجلس على السياحة في بلدانها، وعلى السياحة البينية، وخصوصا اذا ما تعاونت أجهزة السياحة في تنظيم برامج شاملة للسفر والترفيه وبأسعار مناسبة في متناول عموم المواطنين الخليجيين.
ويمكن القول بصورة عامة، ان تطوير السياحة العائلية هي مسئولية القطاعين العام والخاص، وهناك جهود مبذولة، الا انها بحاجة إلى توسيع وتفعيل بصورة جذرية وكبيرة، وسيكون المردود للسياحة أكبر فائدة للاقتصاد الوطني اذا ما تزامن مع مشروعات التوسع فيها إدماج العمالة الوطنية في كل الوظائف والأنشطة السياحية، إذ يستطيع هذه القطاع استيعاب مئات الآلاف من الوظائف والمهن والحرف المختلفة، كما هو حاصل في جميع أنحاء العالم
إقرأ أيضا لـ "علياء علي"العدد 1307 - الثلثاء 04 أبريل 2006م الموافق 05 ربيع الاول 1427هـ