أظهرت إيران خلال مناوراتها التي أطلقت عليها اسم «النبي العظيم» والتي انطلقت منذ يوم الجمعة الماضي قدرات عسكرية ودفاعية هائلة تبرز قوة طهران التي لا يستهان بها مقارنة مع التهديدات التي تطلقها بين الفينة والأخرى ردا على المساعي الغربية وخصوصا واشنطن عن عزمها توجيه ضربة عسكرية تستهدف منشآت إيران النووية .

خلال اليوم الأول من المناورات أطلقت إيران صاروخاً قادراً على اخترق الرادارات، وكانت تلك بمثابة الرسالة الأولى التي وجهتها للغرب لحقها بعد ذلك الإعلان عن أسرع صاروخ تحت الماء تبلغ سرعته 100 متر في الثانية وأخيرا وليس آخرا من مناوراتها في منطقة الخليج أطلقت صاروخاً متوسطاً أطلقت علية اسم «كوثر» قادراً على التصدي للسفن الحربية. توقيت المناورات تزامن مع إعطاء مجلس الأمن إيران مهلة لا تتجاوز 30 يوما لإظهار تعاونها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية وتعليق تخصيب اليورانيوم، تلك المهلة بمثابة جرس إنذار أشهرته دول الفيتو الخمس وخصوصا بريطانيا وأميركا اللتان تعتزمان خوض هجوم موحد على غرار حرب العراق في حال لم تلتزم إيران ببيان المجلس وذلك وفقا لما سربته الصحافة الأجنبية عن عزم الأطراف العسكرية والسياسية البريطانية التباحث في أمر الضربة الجوية بالتحالف مع أميركا.

إذا بين تحدي إيران للمطالب الغربية وبين إصرار الغرب على ضرورة التزام طهران بالمهلة الممنوحة لها يبقى المراقب والمشاهد لتطورات الملف الإيراني في حيرة من أمره لرصد ما ستؤول الية الأمور مستقبلا وخصوصا في ظل تصاعد الأزمة فيما الحرب ستكون هي العنوان والنهاية المأسوية التي لا نرجو أن تتحقق يوما ما