إذا كنت ممن يستمعون إلى الموجة الإذاعية 98,4 في أي وقت، فربما تظن لوهلة أنك أخطأت توجيه مؤشر الإذاعة، والتقطت «بالمصادفة» إذاعة لبنانية، لكنك لو تمعنت قليلاً، فستكتشف أن المحطة بحرينية، وليست إلا إذاعة «صوت الغد».

بعيداً عن المحتوى المكرر والمعاد، وأسلوب الترفيه المستهلك الذي كرر سيناريو عشرات المحطات، تلتقط أذناك صوت المذيعة اللبنانية «الغنوجة» وهي تقدم البرامج المنوعة، متحدثة مع المستمعين وطارحة موضوعات مختلفة للحوار، إذا حركت المؤشر على هذه القناة صباحاً، تستمع إلى برنامج «جاد» بعنوان «السلطة الرابعة»، وهو باختصار ملخص لعناوين وأخبار الصحف «المحلية»، بما يهم المستمع «الذي من المفتروض أنه بحريني» في الشأن المحلي. غير أن المذيعة «الغنوجة» نفسها تقدم البرنامج، وتقرأ عناوين الأخبار، أحياناً بالفصحى وأحياناً بالعامية (اللبنانية طبعاً)، وبالتالي تخيل معي كلمات من قبيل «الطائفية»، «البانوش»، أو بعض المناطق المحلية بلسان «لبناني»، منذ يومين مثلاً كانت المذيعة تقرأ عنواناً لإحدى الصحف المحلية بشأن افتتاح بيت الشاعر إبراهيم العريض، ناطقة الاسم الثاني للشاعر الكبير «العريض» من دون شدة، فبدا الأمر ملفتاً بل ومثيراً للضحك.

أتساءل هنا، هل خلت البحرين من صوت بحريني «أياً كان»، لتقديم هذه البرامج؟ وأي جمهور تريد القناة أن تجذب إن ركزت على إعلانات لبنانية، ومحلات لبنانية، وحتى أصوات لبنانية؟