استوقفني حديث أحد الزملاء الصحافيين في إحدى الصحف الصديقة، وطريقة «أفأفته» المتواصلة في حديثه والتي جعلتني أكثر اهتماما بما يقوله.
قال: «رأسي يؤلمني كثيرا بسبب أحد المسئولين الأفاضل الذين يجعلونك تفكر مليا فيما تكتب، لا بسبب أن الفكرة غير ملائمة للكتابة، ولا بسبب الموضوع الذي ربما يكون مزعجا له أو مؤثرا عليه أو ما شابه ذلك».
«الغريب أن هذا المسئول عاهد نفسه بألا يكلمني أو يصرح لي، وكل ذلك بسببه لا بسببي أنا، وهو أنه فهم إحدى كتاباتي خطأ فيا ترى ما هو ذنبي أنا؟».
«هل يا ترى ينبغي علي أن أفسر كل ما أكتبه للقراء؟، ثم لماذا أفسر كلامي وأنا أجد أن شخصا وحيدا لم يفهمني وغيره على عكس ذلك أشاد بي؟».
وحقيقة نقولها: «إن الوسط الصحافي يشكو من هؤلاء المسئولين الذين كل همهم نفي الأخبار التي تحصل عليها، أو الوقوف في وجهك إن أردت الوصول إلى الحقيقة التي في الأصل يجب على هذا المسئول أن يبدأ البوح بها وتوضيحها للرأي العام صاحب الشأن».
«وفيما إذا تحقق ما قاله الزميل فإن ذلك يعد ضربة كبيرة وخصوصا إذ أخذ أي موضوع بحسب وجهة نظر خاصة وكان فهمها بشكل مقلوب وبالتالي تطلب ذلك تسرعا في رفع الصوت لدى القارئ».
نعم هي مشكلة ستبقى أزلية وتحتاج إلى حل يكون بالدرجة الأولى في فهم أي قارئ لأي موضوع وخصوصاً في أعمدة الرأي التي يكتب فيها الصحافي رأيه الخاص، إذ يكون الصحافي تحت الضوء دائما، ولكن على رغم ذلك فإنه يتطلب من الصحافي نفسه أن يبسط كل شيء لجميع القراء حتى لهذا المسئول وأولئك الذين يتصيدون في الماء العكر
إقرأ أيضا لـ "محمد مهدي"العدد 1307 - الثلثاء 04 أبريل 2006م الموافق 05 ربيع الاول 1427هـ