العدد 1306 - الإثنين 03 أبريل 2006م الموافق 04 ربيع الاول 1427هـ

ثق دائماً بقدرات خصمك

ايمان عباس eman.abbas [at] alwasatnews.com

منوعات

حتى فترة قصيرة، كان الخيار العسكري الأميركي ضد إيران مجرد «شيك جاهز»، لكنه غير ممهور وغير قابل للصرف في أي مصرف سياسي. كان ورقة ضغط أكثر منه «خريطة طريق» جديدة. كان حربا بوسائل سياسية، لا سياسة تمهد لحرب.

ولكن ما ذكرته صحيفة «صندي تلغراف» البريطانية أمس الأول نقلا عن مسئول كبير في وزارة الخارجية من أن الحكومة البريطانية ستعقد اجتماعا سريا مع مسئولي قواتها الجوية للبحث في إمكان توجيه ضربات جوية لمواقع نووية إيرانية أمر على درجة كبيرة من الخطورة، يمكن تفسيره على وجهين، الأول أن التفكير الأميركي البريطاني بشن غارات جوية على إيران بدأ يدخل مرحلة الإعداد العسكري الجدي. والثاني أن الأمر لا يعدو كونه حلقة جديدة من حلقات الحرب النفسية التي تهدف إلى إرهاب إيران وحثها على التجاوب مع الضغوط الهادفة إلى دفعها للتخلي عن برامجها النووية.

جميع الاحتمالات واردة لا شك، ولكن ما يمكن قوله إن الحروب النفسية غالبا ما تسبق الحروب الفعلية، أو هي إحدى «الضربات الاستباقية»، ولهذا فان معظم التحليلات ترجح الحرب. والحرب إذا اندلعت ستكون مكلفة جدا بالنسبة إلى الطرفين الإيراني الغربي، ولكن إذا صحت تهديدات الإيرانيين، ولم تكن من قبيل المبالغة، مثلما فعل المسئولون العراقيون قبل الحرب الأخيرة، فان خسارة أميركا قد تكون الأكبر بكثير.

إذا لم تكن واثقا من قدرتك على خصمك فإنك لن تستطيع أن تقول له«أفعل كذا وإلا....»، بإيجاز هذه هي خلاصة النزاع الدائر بين الغرب وإيران بشأن البرنامج النووي الإيراني.

أميركا بدخولها مواجهة خاسرة سلفا مع إيران ساقت نفسها وحلفاءها إلى مأزق، بحيث إنها لا تستطيع أن تتراجع كما لا تستطيع أن تتقدم. ذلك أنه بسبب التصلب الإيراني انتهت كل عملية تفاوضية غربية مع طهران إلى طريق مسدود. ولكن السؤال الذي يطرح هو: لماذا تصمد إيران بقوة وتحد أمام أميركا؟

إقرأ أيضا لـ "ايمان عباس"

العدد 1306 - الإثنين 03 أبريل 2006م الموافق 04 ربيع الاول 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً