العدد 1306 - الإثنين 03 أبريل 2006م الموافق 04 ربيع الاول 1427هـ

ألمانيا ... والتعامل مع حكومة حماس

سمير عواد comments [at] alwasatnews.com

من الواجبات البروتوكولية على رئيس حكومة بلد ما أن يوجه تهاني لغيره من رؤساء الحكومات في العالم حين تسلمه منصبه أو فوزه في الانتخابات. وهناك درجات مختلفة للتعبير عن المودة، وفي المقام الأول القيام بالاتصال هاتفيا عوضا عن برقية أو رسالة، وكلما تم التعجيل بالتهنئة كلما دل الطرف المهنئ على اهتمامه. وهذا ما فعلته المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل فور تبلغها بفوز إيهود أولمرت بالانتخابات البرلمانية الإسرائيلية الأخيرة.

العلاقات الألمانية الإسرائيلية لها خصوصية متميزة، كما نشأت علاقة شخصية بين أولمرت وميركل حين زارت الدولة العبرية قبل أن يمضي على تسلمها منصب المستشارية أكثر من شهرين، من هنا سارعت إلى سماعة الهاتف، لتتحدث مدة عشر دقائق مع اولمرت، معربة عن فرحها الكثير لنجاحه وتمنياتها له بالنجاح في مهمته. وقد كان على ميركل أن ترفع سماعة الهاتف مرة أخرى لتقوم بمبادرة طيبة أخرى، ففي اليوم الذي فاز فيه أولمرت بالانتخابات الإسرائيلية كان اسماعيل هنية على بعد 80 كم من القدس يتسلم منصبه في احتفال خاص أقيم بمدينة غزة، ولم يكن بين التهاني التي وردته أي تهنئة من برلين، كما ليس من المحتمل ورود تهنئة في المستقبل القريب!

رئيس الوزراء الفلسطيني الجديد اسماعيل هنية، ليس شخصا غير مرغوب فيه في ألمانيا فحسب، وإنما كل أعضاء حكومته الجديدة. وكما كانت ألمانيا تعتبر «حماس» منظمة إرهابية قبل الانتخابات الفلسطينية فإنها مازالت متمسكة بهذا الموقف حتى بعد النجاح الكبير الذي حققته حماس وتشكيلها حكومة خلفا لحكومة فتح. ونقل عن مسئول في وزارة الخارجية في برلين قوله: «ليس بيننا اتصالات دبلوماسية»، ومعناه عدم وجود لقاءات ولا مراسلات ولا اتصالات هاتفية. بل انه أضاف: «شريكنا الرسمي كان ولايزال الرئيس الفلسطيني محمود عباس».

لكن السؤال: إلى متى ستظل ألمانيا التي كانت حتى وقت قريب أكبر مانح للفلسطينيين تتجاهل حماس والحكومة الجديدة في مناطق السلطة الفلسطينية؟ ليس الفلسطينيون فقط يجدون صعوبة في موقف الحكومة الألمانية بل هناك شركاء في الاتحاد الأوروبي يرون أن الموقف الألماني غير مشجع. زيادة على ذلك فإن تجاهل برلين الحكومة الفلسطينية الجديدة يعرقل العمل بسياسة أوروبية مشتركة حيال النزاع الفلسطيني الإسرائيلي، كما لا يساعد الدول الأوروبية النشطة في حملة إعادة تعمير المناطق الفلسطينية. وليس للاتحاد الأوروبي مشروعات إنمائية في العالم مثلما هو في الضفة الغربية وقطاع غزة، إذ يعيش 3,5 ملايين فلسطيني على المساعدات الدولية. ولا يشغل السياسة الخارجية الأوروبية موضوع آخر بعد النزاع النووي مع إيران أكثر من كيفية التعامل مع حكومة حماس، ولا يمكن القول إنهم متفقون على موقف موحد. فليس هناك حكومة أوروبية واحدة تريد دفع الآخرين لاتهامها بدعم منظمة يصفها الغرب بأنها إرهابية

العدد 1306 - الإثنين 03 أبريل 2006م الموافق 04 ربيع الاول 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً