العدد 1306 - الإثنين 03 أبريل 2006م الموافق 04 ربيع الاول 1427هـ

رسالة إلى خاتمي عن المشروع الإصلاحي

سيد ضياء الموسوي comments [at] alwasatnews.com

الرئيس السابق لإيران السيدمحمد خاتمي وضع النقاط على الحروف عبر محاضرة ألقاها في إحدى ضواحي المنامة (مشيدا بالمشروع الاصلاحي لجلالة الملك داعيا عبرها الى المشاركة الفاعلة وبفاعلية في الاصلاح، متفقا مع الكثيرين على ان بحرين اليوم - رغم بعض التلكؤات- تختلف عن بحرين الأمس، بعد الخطوات الجريئة التي قادها جلالة الملك قائلا: إن المشاركة الفاعلة لاشك تعمل على ترسيخ الديمقراطية البحرينية). هذه خلاصة ما طرحه السيد خاتمي. دعوة طالما طرحها الكثير من المثقفين البحرينيين عندما التزموا الخطاب الواقعي. السياسة لا تتغير بالامنيات ولا بالاحلام، وانما بالمشاركة الفاعلة وبلغة المنطق والتفكير في المستقبل. هذا ما يعجبني في السيد خاتمي، واقعيته في الطرح، ثقافته المتوازنة ومنطقه الجميل. رجل كان رئيس دولة وليس له منفعة شخصية في دعواته الاخيرة، وتوصيفه للواقع البحريني وعلى رغم ذلك سنجد من يزايد على وعي السيد خاتمي في ذلك.

البحرين بحاجة إلى علماء فلاسفة من أمثال السيد خاتمي لينجحوا مشروعات المجتمع ويعملوا على تجسير الهوة بين المجتمع والقوى الأخرى.

نعم، ديمقراطية البحرين لا تتشكل بثقافة اللاءات الألف التي انتشرت وأصبحت عقيدة سياسية راسخة لا تتزعزع بسبب كثرتها. الديمقراطية البحرينية تقوى وتثمر وتزداد بالدخول فيها وفي كل مؤسسات الدولة من صغيرة وكبيرة وليس بالخطابات. هناك مشكلات ومنغصات، وهذه المشكلات تقل عندما نتسلح بسلاح الأمل والعمل لإزالتها بدلا من اليأس والاحباط ولغة البكاء. أتمنى دراسة موقف السيد خاتمي بموضوعية وبنظرة واقعية بعيدا عن التفسير التآمري أو اتهام الرجل بالمجاملة السياسية، فلا أحد يستطيع أن يزايد على الرجل. وما طرحه خاتمي اليوم طرحه السيد فضل الله بالأمس في المقابلة التي أجريتها معه قبل عام تقريبا، والتي أصبحت اليوم محل إعادة وقراءة ممن بدأوا يراجعون مواقفهم السابقة. هذه خطوة جريئة أن يتم تقييم الماضي بدقة وعلمية. الحل يكمن في الواقعية السياسية وانتهاج الاساليب السلمية العلمية وفق مبادئ المجتمع المدني.

الهروب الى الامام من السياسة والركون إلى عقدة البرانويا مع البكائيات لن يحل قضايانا، بل سيزيدها ضعفا. هناك تلكؤات على مستوى الملفات، ولكن حلها لا يكون عبر الصراخ أو تنفيس الغضب، بل بالالتجاء إلى كل منفذ قانوني برلماني صحافي نقابي سلمي. ان المشروع الوطني يكمن في دعم وتكامل وترسيخ وبناء مملكة البحرين كدولة مدنية حديثة ترسخ الديمقراطية فيها وهي استراتيجية أفضل ألف مرة من أية شعارات ديماغوجية متأدلجة تعمل على خلق وعي فانتازي خيالي لا يؤكل الناس قمحا ولا خبزا، بل يزيدهم على الضياع ضياعا فيصبح الموظف عاطلا والحر أسيراً وهكذا تتراكم الآلام على الآلام.

ان دورنا الوطني يتمثل في بترسيخ الدولة البحرينية، الدولة الحديثة عبر دعم كل المشروعات الوطنية التي تصب في الوحدة الوطنية وتدعم روح المواطنة في خلق جبهة قوية واحدة تصب في خدمة جميع المواطنين ومنطلقة من دعم المشروع الاصلاحي الذي دشنه جلالة الملك مع دعم الملفات التي تعمل على خلق آفاق وطنية تصالحية خدماتية للناس والطبقة الفقيرة من المواطنين. عودا على بدء أقول: ان رئاسة خاتمي لإيران كانت أفضل رئاسة تمر بها إيران والمنطقة الخليجية والعربية لأنها عملت على توثيق العلاقات ودعم مشروعات الحوار بين الأديان، وعاش الخليج وإيران شهر عسل طويل الامد.

بلاشك ان خطابات السيد خاتمي - وهذا تقييمي الشخصي- تفوق خطابات الرئيس نجاد من حيث البعد السياسي والاستراتيجي، وخطاباته زادت من متانة العلاقة ورسخت الثقة أكثر بين كل هذه البلدان. وهذا ما نطمح إليه كخليجيين: ان يكون هناك متانة بين هذه الدول تحفظ من خلالها سيادة هذه الدول ومرتكزاتها الوطنية وخصوصيتها الدينية والاجتماعية.

ان إيران بحاجة الى خطاب شبيه بخطاب خاتمي من حيث التوازن والاعتدال وهذا بلاشك سيعمل على تهدئة المنطقة واذابة أية حساسيات أو توجسات بين كل الأطراف.

اتمنى من قوى المجتمع البحريني القراءة المعمقة لأطروحات خاتمي الواقعية كما طرحها سابقا أيضا الشيخ محمد مهدي شمس الدين في دعواته الى الاطروحات الايجابية نحو تفعيل ثقافة المشاركة بدلا من ثقافة المقاطعة ومن بناء الدول الوطنية والعمل نحو ترسيخ المشروعات الوطنية المشتركة.

ختاما نقول للسيد خاتمي: ان البحرينيين يرون ان بحرين اليوم افضل من بحرين الامس وان الاخطاء الموجودة الآن لا تتغير الا بالمشاركة الوطنية الايجابية وان حلم الجميع هو بناء بحرين ديمقراطية مطمئنة عادلة تلتف نحو قيادة وطنية واحدة متمثلة في جلالة الملك لدعم مشروع وطني واحد هو بناء مملكة البحرين وان المواطنة الحقيقية هي الذود عن مملكة البحرين في السراء والضراء مع ترسيخ حب المواطنة في قلوب الابناء.الأمل يحدونا بأن تحل كل الملفات المؤرقة بتعاون الجميع وان يتم خلق فضاءات أخرى من الحوار والحرية... نرجو من جميع قوى المجتمع دعم المشروع الوطني للتوظيف لكي يلتحق البحرينيون العاطلون بمسيرة التقدم الوطني ويجدوا فرصتهم في الحياة لينعموا بالسعادة. أقول للسيد خاتمي: ما قلته عين الصواب: المشاركة الايجابية في كل شيء مطلب يجب أن يعمل له الجميع لترسيخ الديمقراطية البحرينية

إقرأ أيضا لـ "سيد ضياء الموسوي"

العدد 1306 - الإثنين 03 أبريل 2006م الموافق 04 ربيع الاول 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً