نشرت صحيفة «الوسط» وتحديدا في صفحة «جامعات» في الأسبوع الماضي استطلاعا بشأن آراء الطلبة بخصوص ظاهرة توزيع كتب وشرائط تحمل في طياتها أفكارا ودلائل طائفية تشيع الفرقة والأحقاد في وسط الكيان الطلابي وتكفر بعض الطوائف المنبثقة من ديننا الإسلامي الحنيف، وقد كان هناك إجماع من جميع الطلبة من كلا الطائفتين الذين شملهم ذاك الاستطلاع، على أن هذه الظاهرة هي عمل ذو أثر سيئ على المجتمع البحريني عموماً والمجتمع الطلابي في جامعة البحرين خصوصاً وبذلك فإن الرفض العام هو ما واجهوه بها. وعلى رغم ذلك، فإن توقعاتنا بأن جذوة هذه الظاهرة ستخمد وتنطفئ بتسليط الضوء عليها من خلال الجانب الإعلامي قد خابت، إذ إن الأخبار والأقاصيص التي أخذت ترد بعدما نشر ذلك الاستطلاع جعلتنا نصبح مثل وكالة مختصة بشكاوى الممارسات الطائفية داخل الحرم الجامعي، وهو ما عكسته الاتصالات التي تندد بتكسير الترب الحسينية في مسجد الجامعة والمصليات الموجودة في بعض المباني البعيدة، إضافة إلى أن درج المكتب امتلأ بنسخ مختلفة من الكتب والشرائط التي تم توزيعها وتداولها بين الطلبة. والحقيقة أن هذا التجاوب الكبير لم يكن وليد فراغ، إذ إن أعداد الطلبة المستائين من هذه الظاهرة كبير جدا، ولا يحصرون في الطائفة المتضررة فحسب، بل إن الجميع قد سعوا لإبداء استيائهم ورفضهم لهذا التصرف غير المسئول وغير الواعي لما له من تبعات سيئة على الواقع الاجتماعي.
وقد شاركني أحد المتصلين وصلة للموقع الإلكتروني لإحدى الصحف الكويتية أشير فيه إلى أن أحد المعلمين في مدرسة من مدارس الكويت قام ببعض التصرفات الطائفية وأثار جوا من الاستياء بين الطلبة والمدرسين والإدارة، فما كان من إدارة التعليم في المنطقة إلا أن حولوه إلى التحقيق بخصوص الاتهام الموجه إليه، وكانت خاتمة الخبر أن مثل هذا التصرف يجرمه القانون الكويتي، وأن من المفترض أن يتم تطبيق أقسى العقوبات على الأستاذ بسبب ما فعل، ذلك بيد، أما باليد الأخرى فإننا نجد أن رئيسة الجامعة قد سعت فعلا إلى تشكيل لجنة تحقيق بخصوص تلك الحوادث التي حصلت، وأمرت بوضع صناديق لحفظ الترب من العابثين الذين يقومون بتكسيرها، والسؤال الذي يطرح نفسه هو: ما الذي حصل بخصوص تلك اللجنة التي شكلت، وما الذي استطاعت الوصول إليه حتى الآن؟
لقد حصلت خلال الأسبوع الماضي قصة لم يحبذ من واجهها أن تذكر في الصحافة، إلا أنني انقلها لكم من شهود العيان، إذ قام احد الطلبة (...) في أحد المرافق الجامعية الرئيسية بتكفير الطالب وتكفير طائفته والادعاء عليه بأنه سيدخل النار هو ومن يتبعون طائفته أمام «الحلا والملا». فما موقف لجنة التحقيق من هذا التصرف؟ وأين هو تفاعلهم في الواقع مع هذه الظاهرة التي تنذر بفتنة إن لم يتم احتواؤها بشكل سليم وعاجل؟
إقرأ أيضا لـ "علي نجيب"العدد 1305 - الأحد 02 أبريل 2006م الموافق 03 ربيع الاول 1427هـ