البلد هو فلسطين المحتلة، والساكنون عليها الفلسطينيون (أصحاب الأرض والحق) واليهود (المغتصبون)، والمشهدان هما تشكيل حكومتين وتداعياته.
على الجانب الفلسطيني، حازت حكومة حركة ''حماس'' على ثقة المجلس التشريعي وتشكلت حكومة تحمل آمال وآلام الشعب والعزيمة القوية على القيام بهذه المسئولية الثقيلة. وأولى المشكلات الداخلية التي تواجهها اقتتال بين فصيلين هما «فتح» والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين على إثر اغتيال قائد لجان المقاومة الشعبية واتهام الناطق باسم اللجان (أبو عبير) شخصيات فلسطينية بالتورط في الاغتيال ما أدى إلى تفاقم الأوضاع والدخول في تبادل للاتهامات الخطيرة، وزاد الأمر عن ذلك بسقوط ثلاث ضحايا فلسطينية بريئة وإصابة العشرات أثناء تشييع الشهيد. وشكلت الحكومة الفلسطينية لجنة تحقيق في حادث الاغتيال وأصدرت تعليمات بالسيطرة على الفلتان الأمني وفوضى السلاح. ألا يفكر الفلسطينيون فيما يفعلون؟ هل مع علمهم بأن المستفيد الوحيد من تفككهم هي «إسرائيل»، ما زالت أنانيتهم وعدم فطنتهم هما اللتان تحركانهم؟ لو كان هناك إحساس بالمسئولية واحترام للديمقراطية لحاولت الفصائل الفلسطينية مساعدة الحكومة التي يكفيها الحصار الغربي.
الوضع في الساحة الإسرائيلية «ساخن» أيضاً، فمع بدء مشاورات تشكيل الحكومة، سارع حزب العمل بمناوشة حزب كاديما ويسعى لأن يكون زعيمه عمير بيرتس هو من يشكل الحكومة مع أن حظه في ذلك قليل وفقاً للمحللين. ولكن المختلف بالنسبة للإسرائيليين أنهم مهما اختلفوا في سياساتهم الداخلية فإن سياستهم الخارجية واحدة، وإن تلونت فلن يكون هدفها يوما مصلحة أحد غير اليهود أنفسهم.
ونظل «نبكي» على أنفسنا وأوضاعنا ونقول لم يظلمنا الجميع ولا نستطيع الانتصار لأنفسنا! قال تعالى: «إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم» (الرعد: 1)
إقرأ أيضا لـ "خليل الأسود"العدد 1305 - الأحد 02 أبريل 2006م الموافق 03 ربيع الاول 1427هـ