العدد 1305 - الأحد 02 أبريل 2006م الموافق 03 ربيع الاول 1427هـ

مهرجان الدوحة الثقافي

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

ضمن فعاليات «مهرجان الدوحة الثقافي» الذي بدأ من 25 مارس/ آذار الماضي ويستمر حتى 5 ابريل/ نيسان الجاري، تحدث وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني مساء 1 أبريل في فندق الرتز كارلتون في الدوحة عن «ثقافة الديمقراطية»، وأشار إلى «أن الوسيلة المثلى التي تمكننا من تحقيق السلم والأمن والعدل والتنمية الشاملة هي بناء الديمقراطية، من دون إغفال الخصوصيات الثقافية الذاتية لمجتمعنا»، منوها إلى أن قطر ربما تشهد أول انتخابات برلمانية في تاريخها مطلع 2007 بعد اكتمال تقسيم البلاد إلى 30 دائرة وإحصاء الكتل الانتخابية.

إحدى القطريات رفعت يدها بعد انتهاء الوزير من كلمته وقالت «اننا لا نسمع عن الديمقراطية إلا في الندوات، وأصبحنا نحن النسوة نزدان بعبارات الديمقراطية بدلاً من الجواهر، ولكننا لا نرى شيئا على الأرض، والكل خائف على مستقبله، والمؤسسات التي تم إنشاؤها لتمكين المرأة مملوءة كلها بالاشخاص نفسهم...».

وبين الضحك والجد، وتصفيق الجمهور، رد وزير الخارجية القطري، بانها (الاخت القطرية) لو كانت خائفة لما تحدثت، وان عهد الخوف ولى، وان الجميع في زماننا يتحدث، مؤكداً أن القيادة القطرية تدرك أن البناء الديمقراطي «يجب أن يقوم على أساس منهجي مدروس يتناسب مع الموروث الثقافي للبلاد، لأن إغفال الخصوصيات السياسية والاجتماعية سيجعل من الهيكل الديمقراطي بلا شك جسماً غريباً مرفوضاً، أو على أقل تقدير نهجاً معرضاً لتحولات مفاجئة لا يقوى المجتمع على تحملها».

على أن أحد الحاضرين رفع يده ليسأل الوزير عن رأيه فيما قال المفكر الكويتي عبدالله النفيسي قبل ليلة سابقة من أن «الديمقراطية تتواجد في شنطة تحملها ابنة نائب الرئيس الأميركي ديك تشيني، وانها تقوم بتوزيعها على من تشاء عبر رحلات مكوكية...». الوزير ردّ بأنه لا علاقة له بما قاله النفيسي الذي يتحدث بصفته «معترضا»، وتحدث من باب الطرافة بأنه لا يريد أن يتحدث باللغة نفسها و«إلا كان مصيره مثل وزير التجارة» (القطري) الذي أعفي من منصبه الأسبوع الماضي بعد اضطراب أوضاع البورصة في الدوحة.

مهما تكن الحوارات، فإن ما لا شك فيه ان الخليج يمر بمرحلة انفتاحية تتميز بحرية التعبير أكثر مما مضى، وقطر تود أن تستقطب مختلف أنواع الفعاليات الثقافية والإعلامية إلى الدوحة، وسيصاحب ذلك من دون شك حديث غير مألوف في بيئتنا الخليجية. فقطر أيضا احتضنت مقدم البرامج البريطاني الشهير تيم سيباستيان لتقديم بعض برامجه على البي. بي. سي انطلاقا من الدوحة، وقريباً سيبدأ المقدم البريطاني الأكثر شهرة، ديفيد فروست، نشاطاً إعلامياً على فضائية «الجزيرة» التي تطلق محطتها باللغة الانجليزية بعد أن حققت أثرا ملموسا من خلال محطتها الناطقة بالعربية.

محمد اركون شارك في مهرجان الدوحة، وبعد الحديث معه، قال إنه يشتاق إلى البحرين لأنها تتميز بحواراتها الحيوية، نظرا للحراك السياسي والاجتماعي الذي يميز البحرين، معتبراً مهرجان الدوحة، إضافة نوعية لتنشيط البيئة الثقافية. وقال «انكم في الخليج لديكم فرصة، لأنه لم يحدث لكم ما حدث مثلاً في الجزائر، ثم ان لديكم المال، وإذا أحسن استخدامه فلربما تنطلق موجة عربية تنويرية».

ربما ينعم الله علينا في الخليج بربيع للثقافة يستمر طويلاً لكي نرى النور أكثر، ونبعد بلداننا عن مطبات الظلام التي كثرت آلامنا بسببها

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 1305 - الأحد 02 أبريل 2006م الموافق 03 ربيع الاول 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً