تستضيف العاصمة المغربية الرباط الأسبوع الجاري اجتماعا فوق العادة يحضره الأمين العام لحلف «الناتو» ياب دي هوب شيفر وسفراء الدول الـ 26 الأعضاء في الحلف من جانب، وكبار المسئولين في الجزائر ومصر، والأردن والمغرب، وتونس و«إسرائيل» الذين يشكلون ما يسمى «حوار المتوسط» من جانب آخر.
وفي الواقع هذا الاجتماع غريب لأنها المرة الأولى التي يجتمع فيها سفراء «الناتو» في دولة إسلامية، كما هي المرة الأولى التي يعقد فيها اجتماع على هذا المستوى بناء على دعوة من دولة إسلامية هي المغرب. والحقيقة اختلط في هذا المؤتمر الحابل بالنابل، إذ لا ندري ماذا يستهدف هذا التجمع وما هي أجندته الخفية؟ ولماذا تجتمع هذه الدول العربية مع الدولة العبرية في قضايا أمنية، بحيث تجلس «إسرائيل» في المكان نفسه مع مصر - التي خاضت معها حربين خلال السنوات الأربعين الماضية - وكذلك الأردن، إذ يعيش مئات آلاف الفلسطينيين بعد احتلال تل أبيب للضفة الغربية. وكيف تبحث الدولة العبرية، التي هي في الواقع تعتبر منبع جميع الشرور في الشرق الأوسط، في قضية تبادل المعلومات الاستخبارية المشتركة. وكيف تجري مناورات مشتركة مع كبار المسئولين من مصر وتونس والجزائر؟ هكذا تريد الدول الغربية أن تقدم السم في الدسم الى مجتمعاتنا من خلال الثغرات الأمنية. ففي الوقت الذي وصلت فيه درجة العداء للولايات المتحدة الى أعلى مستوى شعبي في العالم الإسلامي، إذ تنظم مظاهرات عنيفة في غالبية أرجاء المدن والبلدات احتجاجا على ما يجري في العراق، والتعذيب وتدنيس القرآن الكريم في غوانتنامو، علاوة على الرسوم المسيئة لنبينا (ص) في الكثير من الصحف الأوروبية، الى درجة توقع المحللون وقوع تصادم بين الحضارات، فإن اجتماعا بهدف تقريب العلاقات بين تحالف عسكري تهيمن عليه الولايات المتحدة وربيبتها «إسرائيل» والدول ذات الغالبية المسلمة الى الجنوب من أوروبا، أقل ما يقال عنه إنه قريب من الأعجوبة، ويدل على أن أمتنا لم تعد تفرق بين عدوها وصديقها
إقرأ أيضا لـ "عزوز مقدم"العدد 1304 - السبت 01 أبريل 2006م الموافق 02 ربيع الاول 1427هـ