لي نبوءة آمل أن تكون كاذبة. ومفادها التالي: إن واصلت إدارات الجمعيات النسائية السير على المنهج نفسه في تعاملها مع (صبايا) اليوم ونساء المستقبل، فإنها ستؤول عاجلاً أم آجلاً إلى الانقراض، وعلى الأرجح دون أثر رجعي.
يبدو لي من معطيات ومجريات ساحة العمل التطوعي المجتمعي عموماً والنسائي خصوصاً، أن الجمعيات النسائية فشلت ومازالت تفشل في استقطاب شريحة الشابات للانضمام إليها، ومن ثم تفشل في إبقاء من استقطبهن القدر! فإن استثنينا الشابات الكسولات، اللاتي لا يعرفن العمل الشبابي أو التطوعي لا من قريب أو بعيد، وجدنا البقية الباقية يتجهن نحو الجمعيات الشبابية أو ينشطن في الساحة الطلابية الجامعية من دون الجمعيات النسائية، وهذا بلا أدنى شك خسارة كبيرة تتحمل فيها الجمعيات النسائية الأتعاب والمسئولية.
لا يخفى على مطلع أن الجمعيات النسائية الحالية، وبالتحديد أعرقها وأقدمها مازالت تضم الرعيل الأول نفسه وبالهيكلية ذاتها. وعلى رغم جمالية أن تواصل العضوات الأول نشاطهن (عيني عليهم باردة)، أتساءل، من سيأتي بعدهن؟
أحسنت جمعيتا أوال النسائية ونهضة فتاة البحرين عندما جعلتا في أحد لجانهما لجنة للشابات. ولكن جمعية أوال أخطأت، عندما جعلت لجنة الشابات تعمل تحت لواء رئيسة للجنة هي من عضواتها القديمات، ما جعل تكتيك العمل ضمن اللجنة لا يختلف كثيراً عن ما هو عليه في أي لجنة مدرسية تعمل تحت إشراف إحدى المدرسات، فتؤثر سلباً وإيجاباً بعقليتها وخبرتها على خط عمل اللجنة. وإن كانت للجنة رئيسة من الشابات، فلا ضمان لاستقلالية الفكر والعمل، فالإطار التنظيمي تختاره وترسمه العضوات الأكبر سناً (غصب زوور) من ذوات السلطة المركزية! وكأن الفتيات ناقصات عقل!
اليوم، لجان الشابات في الجمعيات النسائية لا حس لها ولا خبر، فهي معطلة لحين إشعار آخر، وأعزو ذلك، بالإضافة إلى ما ذكرته سابقاً، إلى غياب عنصر الفتيات النشيطات اللاتي يمتلكن القدرة على تفعيل هكذا لجان، ومن ثم بعث روح جديدة في الجمعيات النسائية «الديناصورية».
في مجتمع محافظ كالذي عندنا، أعتقد أن غالبية العائلات البحرينية لا تحبذ انخراط بناتها في جمعيات شبابية مختلطة كالشبيبة مثلاً، ما يعطي لجان الشابات العاملة ضمن الجمعيات النسائية امتيازاً (ولا أروع) إن كانت تسعى لاجتذاب الفتيات. ولكن يبدو أن أحداً لم يسع بعد لاستغلال هذه الخصائص المجتمعية لصالحها!
لا يجب أن تكون لجان الشابات هذه مقتصرة على بنات العضوات ومعارفهن، ومجهولة لدى الأخريات. لا أريد أن أبدو (مستسهلة الموضوع) باقتراحاتي، ولكنني أعتقد أن الدعاية والإعلان من أوائل الإجراءات الواجب اتخاذها من أجل اجتذاب الفتيات لهذه اللجان، وهو أمر - في رأيي المتواضع - من (أسهل ما يكون) إن تركت إدارات الجمعيات العنان لفتيات اللجان لقيادة المجموعة حسب رؤيتهن واستراتيجيتهن الخاصة، وبناء فكرها وتوجهها الخاص كما يرونه مناسباً. فأنا متأكدة أن الفتيات البحرينيات يمتلكن روح قيادية إبداعية إن أعطين الفرصة للعمل بحرية وشغف ضمن المنشآت التطوعية القائمة. فاستبانة شبابية تقوم بها فتيات اللجنة في إحدى المدارس الثانوية، أو ندوة تثقيفية خفيفة، أو دورة أكبر في محتواها من المكياج وتغليف الهدايا والطبخ، جميعها أفكار كفيلة بإعلام مئات من الفتيات عن وجود مثل هذه اللجان، ومن ثم تتولى الألسن ما تبقى من مهام دعائية، و (صدقوني... الكلام اللين يخرج الحية من وكرها)!
أنا متحمسة، ومثلي الكثيرات (على ما أظن)... ولكننا ننتظر الإشارة
العدد 1304 - السبت 01 أبريل 2006م الموافق 02 ربيع الاول 1427هـ