قطع الأحمر شوطاً كبيراً في استعادة اللقب واعادة الدرع إلى خزينة النادي «العود» في عراد بعد ان اكد احقيته فيه للعرض الكبير الذي قدمه الفريق في قمة البحرين المثيرة وخرج متعادلاً مع المنافس القوي بهدف لكل منهما رافعاً حظوظه الكبيرة نحو اقتناص اللقب منتظراً لقاءه المقبل والحاسم بالتتويج امام بواسل سترة فيما لم يكن الأهلي في الوضع الفني الذي يؤهله للفوز ففوت على نفسه الاقتراب من معانقة اللقب وان كان لم يفقد الأمل ولكن التعويل على الآخرين يصبح من ضرب الصعوبة البالغة فاكتظ المحرق بالتعادل وخرج سعيداً بالنقطة الثمينة مع انه كان الأحق بالفوز والأقرب أيضاً لولا سوء الطالع لحسم اللقب من مباراة الأمس.
بهذا التعادل رفع المحرق رصيده إلى (35 نقطة) والأهلي إلى (34 نقطة) وبدأ الأهلي التسجيل عن طريق علي صنقور اثر ركلة جزاء في الوقت بدل الضائع من الشوط الأول بينما عادل النتيجة من المحرق ريكو في الدقيقة 16.
الشوط الأول
قدم الفريقان خلال هذا الشوط عرضاً جيداً بدأ بالشد العصبي من جراء الضغط النفسي لأهمية المباراة ما جعلهما يقعان في الاخطاء سواء في التمرير والانتقال من المنطقة الدفاعية إلى الحال الهجومية وصار كل فريق يلعب بحذر شديد وخصوصاً في الوسط لمنع الآخر من التوجه إلى الهجوم وقد حاول كل منهما السيطرة على هذه المنطقة.
وبعد الربع ساعة الأولى بدأ المحرق تنظيم كراته من خلال وسطه الذي لعب بمحورين هما راشد الدوسري وعلي عامر الذي استطاع ان يشل حركة فتاي ومنعه من صناعة الكرات الخطرة ووأدها من بدايتها ولم يعطه الفرصة في التحرر من تقوقع وسط الأهلي في منطقة واحدة وفي مساحات ضيقة من الوسط ما اتاح له الفرصة في اللعب الجماعي وعلى مسافات اللعب ولكنه كان متسرعاً في صناعة الكرات الهجومية وايضاً لم تكن هذه الكرات الهجومية مركزة فقد اعتمد ريكو في الهجوم على مهاراته الفردية في المرور ولم يكن متجانساً مع العماني حسن زاهر الذي كان مبتعداً عن ريكو ما سهل مهمة الدفاع الأهلاوي المرتبك في الكثير من الكرات المحرقاوية في الهجوم.
الطرفان في الفريقين وخصوصاً الأهلي لم نره يتقدم كثيراً خوفاً من المباغتة وان كان المحرق الآخذ بالمبادرة في التوجه إلى الهجوم وخصوصاً من الجهة اليسرى التي كان يلعب فيها فوزي ومحمود عبدالرحمن ولعبا بعض الكرات العرضية الخطرة واما الأهلي في الجانبين وخصوصاً عباس عياد فظهر عليه التعب والارهاق وايضاً لم يجد المساندة من الوسط فيما حاول الحجيري في الطرف الآخر التقدم ولكنه لم يجازف كثيراً... عموماً كان وسط المحرق أكثر فعالية واكثر استحواذاً على الكرة واكثر تقدماً إلى الهجوم على عكس الوسط الأهلاوي الذي عانى كثيراً في اختراق الحصار المحرقاوي المفروض عليه واضطر إلى اللعب بالاسلوب الفردي عبر المهارات الفردية.
منذ البداية سنحت للفريقين الكثير من الكرات الخطرة إذ بدأها الأهلاوي حسان تركي بتسديدة قوية في الدقيقة 14 امسك بها علي حسن على دفعتين ورد عليه ريكو عندما انفرد بالمرمى ولعبها اثناء خروج علي سعيد ولكن الأهلي استطاع التصدي لها في الدقيقة نفسها 14، وفي الدقيقة 18 شهدت تسديدة قوية من ريكو مرت بجانب القائم الأيمن وفي الدقيقة 26 ومن كرة رائعة للأهلاوي جون الذي مر من دفاع المحرق وتوغل في منطقة الجزاء ولعبها قوية صدها علي حسن إلى ركنية وفي الدقيقة 34 ومن كرة ثابتة للمحرق لعبها عدنان سارا فوق الحائط البشري ابعدها علي سعيد إلى ركنية وفي الدقيقة 36 لعب محمود عبدالرحمن (المحرق) كرة عرضية امام المرمى لريكو الذي فاتته الكرة ليمسك بها علي سعيد.
هدف الأهلي
في الوقت بدل الضائع توغل جيسي جون بالكرة داخل منطقة الجزاء فتعرض لإعاقة من الخلف عن طريق مدافع المحرق صادق جعفر فلم يتوان الحكم في احتسابها ركلة جزاء صحيحة ليتصدى لها علي صنقور إذ احرز منها هدف الأهلي الوحيد.
الشوط الثاني
في هذا الشوط سيطر المحرق على معظم فتراته وكان الأكثر استحواذاً على الكرة والأكثر وصولاً إلى المرمى بل اكثر خطورة داخل منطقة الجزاء وكانت بدايته قوية وخصوصاً مع التبديل الذي اجراه عندما اخرج العماني حسن زاهر وادخل الشاب ابراهيم المقلة فظهرت الخطورة واضحة منذ البداية والذي كاد ان يبكر بهدف عند الدقيقة 5 عندما تهيأت له الكرة امام المرمى سددها قوية ارتدت من القائم الأيمن إلى خارج المرمى وتبعها فوزي مبارك بتسديدة صاروخية أطلقها من خارج منطقة الجزاء طار لها اسد المرمى في الأهلي علي سعيد وابعدها بفدائية إلى ركنية في الدقيقة 8.
المحرق لم يهدأ عن مواصلة المد الهجومي من الجانبين مستفيداً الفراغات والمساحات الخالية التي تركها وسط الأهلي فمر منها لاعبو المحرق من دون عناء إلى الهجوم فاستطاع ريكو من ادراك التعادل عند الدقيقة 16 اثر كرة ميتة وليست فيها أية خطورة عندما اراد علي صنقور ابعادها ولكنه استعجل الامور مع انه لم يضايقه اي لاعب من المحرق فلعب الكرة عمودية فاراد علي سعيد الامساك بها ولكنا ايضاً افلتت منه ليلدغها ريكو برأسه في المرمى ولكن الحجيري ايضاً حاول ابعادها عن طريق المرمى لترتد من القائم الأيمن لتجد قدم ريكو مرة اخرى الذي وجد المرمى خالياً فاودعها المرمى محرزاً هدف التعادل.
بعد هذا الهدف هدأ المحرق في خطورته وكأنه حصل على ما اراده فكانت هجماته سلبية ولم تكن فيها الفاعلية من الناحية الجماعية والذي حدث خلال هذا الشوط ولم يستفد منه المحرق اذ كانت الجهة اليمنى في دفاع الأهلي مكشوفة لوضوح التعب والارهاق والارتباك الذي كان عليه عباس عياد من الشوط الأول واستمر حتى تبديله في العشر دقائق الأخيرة ومع ان المحرق كان يمتلك في هذه الجهة محمود عبدالرحمن الذي يمتلك المهارات الفردية في الانطلاق إلى جانب فوزي مبارك ولكن مع ذلك لم نر أية طلعات مؤثرة خلال هذا الشوط من هذا الجانب.
والأمر الآخر الملفت ان وسط الأهلي وهجومه عند فقدان الكرة تراه تائهاً في الدفاع تاركاً حرية الانطلاقة للاعبي المحرق من دون رقابة للاعبين الذين ليس بحوزتهم الكرة ما خلق المساحات الخالية والفراغات لوسط المحرق ايضاً لم يستطع المحرق استثماره لصالحه واحرازه الهدف الثاني وصار المحرق في الناحية الهجومية مع انه الأفضل والأكثر استحواذاً على الكرة الا انه اعتمد على مهارات ريكو والمقلة الفردية في التخلص من المدافعين من دون ان تكون الطلعات الجانبية واضحة ونعتقد لو ان المحرق لعب على هذين المركزين لاستطاع إيجاد فرص مؤكدة امام المرمى.
واما الأهلي فقد واصل ما كان عليه في الشوط الأول عن سلبية المراقبة، التفرج على انطلاقة لاعبي المحرق في وسط الملعب مع التحسن النسبي بعد هدف التعادل للمحرق ولكن اصراره على تمرير الكرة وسط مساحات ضيقة وبين لاعبي وسط المحرق ودفاعه لم يعطه الفرصة في رسم كرات خطرة الا عندما لجأ في بعض الوقت إلى الاختراق من الجانب الأيمن وحتى التبديل الذي اجراه بإخراج محمود عبدالرحمن (الأهلي) ودخول محمود عباس الذي لم يكن افضل حالاً من زميله وصار يلعب وكأنه غير موجود.
في ظل هذه الظروف كاد المحرق ادراك الهدف الثاني عند الدقيقة 40 عندما لعب المقلة كرة ارضية عرضية مرت أمام ريكو الذي لم يحسن التصرف معها وخرجت إلى خارج المرمى.
عموماً كان اللقاء جيداً ظهر فيه المحرق بالمستوى الأفضل وكان هو الأقرب إلى الفوز وحسم اللقاء وعدم تأجيله إلى الاسبوع الأخير من مباريات الدوري وحقاً كان هو الأحق بالفوز.
ادار المباراة الدولي المصري عصام عبدالفتاح الذي اجاد في قيادتها لهدوئه التام وقربه من الكرة واتخاذه القرارات الجريئة وقد وفق في ادارتها وساعده الدولي بشر بشير والدولي وليد عثمان والدولي خليفة الدوسري حكماً رابعاً.
الفريقان: الاهلي والمحرق.
المسابقة: الأسبوع السابع عشر من مسابقة الدوري.
نتيجة المباراة: 1/1.
الشوط الأول 0/1 للأهلي.
الشوط الثاني: 0/1 للمحرق.
الأهداف: علي صنقور من ركلة جزاء «45» للأهلي، وللمحرق ريكو «59».
حكام المباراة: عصام عبدالفتاح حكم ساحة، حكام مساعدون بشر بشير ووليد عثمان، وحكم رابع خليفة الدوسري.
البطاقات الصفراء: علي عامر، وفوزي عايش، وعلي حسن، ريكو من المحرق، وحسين الشكر وفتاي من الأهلي.
الجمهور: جيد ويعتبر أكبر حضور جماهيري هذا الموسم.
تشكيلة الفريقين:
المحرق: علي حسن، صادق جعفر، ريتشارد، عايش، محمد جاسم «فيصل عبدالعزيز»، محمود عبدالرحمن، الدوسري، عامر، سارا «هادي علي»، ريكو، زاهر «المقلة».
الأهلي: علي سعيد، صنقور، محمد حسين، عياد «شهاب»، الحجيري، حسان تركي، الشكر «علي حبيب»، فتاي، محمود عبدالرحمن «محمود عباس»، جون، حميدة.
أكد الشيخ حسام بن عيسى آل خليفة «أن لقب بطولة الدوري لم يحسم بعد وأن هناك مباراة أخيرة لابد أن نفوز بها حتى نتوج أبطالا»، وأضاف حسام بن عيسى «ان المباراة أكدت بما لا يدع مجالا للشك أن ناديي المحرق والاهلي هما قطبا كرة القدم البحرينية وهما سبب تطور كرة القدم بالبحرين وذلك نظرا إلى تاريخ الناديين وما أفرزه من نجوم ونتائج، وأضاف بأن قمة الأمس لم نر لها مثيلا منذ أمد بعيد من حيث المستوى والروح وحتى الأداء والحضور الجماهيري».
وقال حسام بن عيسى: «اتمنى من الاتحاد البحريني لكرة القدم أن ينظر إلى تطوير مسابقة الدوري في الاعتبار»، وعن التحكيم قال: «لا تعليق ولكن أعتقد أننا نملك حكاما على مستوى عال من الكفاءة ويحتاجون فقط إلى الثقة والدليل هو التمثيل المشرف لحكامنا في الخارج وأيضا طلب الاتحادات الخارجية لحكامنا».
وأختتم الشيخ حسام بن عيسى حديثه بتوجيه الشكر إلى الجماهير البحرينية عموماً وإلى جمهور المحرق الوفي بشكل وخصوصاً الحضور والمؤازرة في مباراة الأمس.
قال الشيخ خليفة بن عيسى آل خليفة: «ان المحرق كان بإمكانه أن ينهي ويحسم لقب بطولة الدوري أمس ولكننا لم نستغل الأفضلية التي كنا عليها في المباراة التي تأثر مستواها الفني نظرا إلى حساسيتها وأهميتها في تحديد مسار لقب بطولة الدوري، ولذلك تأجلت فرحتنا إلى المباراة الأخيرة أمام سترة وهي عادة الفريق البطل».
وأضاف الشيخ خليفة بن عيسى «اننا تفاجئنا بمستوى التحكيم في المباراة وان التحكيم لم يكن في مستوى القمة، وأثبت فريقنا البطل أن الدوري من غير المحرق لا يمكن أن نطلق عليه لقب مسابقة دوري هنا في البحرين».
وشكر الشيخ خليفة بن عيسى الجهازين الفني والإداري وعلى رأسهم الشيخ حسام بن عيسى وأيضا اللاعبين على الجهود المخلصة في سبيل تحقيق البطولات وأيضا جماهير المحرق التي لبت نداء الواجب وأعتقد أن حضورها ليس غريب وكان لوقفتها مع الفريق في المباراة أثر كبير في تحفيز اللاعبين وان شاء الله سنهديها لقب بطولة الدوري.
قال حارس النادي الاهلي علي سعيد: «ان الخطأ الذي حدث بيني وبين علي صنقور هو سبب التعادل الذي خرجنا به وأضاع علينا لقب بطولة الدوري تقريباً إذ اننا نحتاج إلى معجزة حتى نفوز بلقب بطولة الدوري الذي حسمه المحرق بنسبة كبيرة»، وأضاف سعيد «ان المباراة لم تخرج بمستوى كبير وذلك بسبب الحذر الكبير الذي كان عليه الفريقان، ولذلك انحصر اللعب معظم أوقات المباراة في منتصف الملعب، مع أفضلية نسبية للمحرق».
وقال علي سعيد: «ان فريقه في المباراة لم يظهر بصورة طبيعية ولم يقدم مستواه المعروف ولهذا لم نتمكن من فرض أسلوبنا على مجريات المباراة بل على العكس تمكن المحرق من فرض إيقاعه وسيطر بنسبة كبيرة على الكرة ومجريات اللعب».
للمرة الثانية خلال هذا الموسم يفقد مساعد مدرب المحرق ابراهيم عيسى أعصابه اثر عدم احتساب الحكم ركلة جزاء وهو يعتقدها صحيحة بعد ان توغل ريكو داخل منطقة الجزاء وسقط في الأرض منتظراً من الحكم ان يحتسبها ركلة جزاء ولكن الحكم المصري احتسبها تحايلاً من قبل المهاجم المحرقاوي ريكو واشهر البطاقة الصفراء في وجه المهاجم فما كان من ابراهيم عيسى إلا الانطلاق السريع ودخول الملعب تجاه الحكم ولكن العقلاء داخل الملعب وخارجه حالوا بينه وبين الوصول إلى المنطقة التي فيها الحكم واخرجوه من الملعب بسبب سوء السلوك.
نأمل من ابراهيم عيسى ان يراجع نفسه بسبب كثرة احتجاجاته على قرارات الحكام وخصوصاً وهو في الجهاز الفني الذي يحتاج منه إلى ان يكون اكثر هدوءاً طوال المباراة.
اختار الاتحاد الدولي لكرة القدم الـ «فيفا» الحكم الدولي المصري عصام عبدالفتاح للمشاركة في ادارة مباريات نهائيات كأس العالم لكرة القدم «مونديال ألمانيا 2006».
وتلقى عصام عبدالفتاح خبر اختياره بعد ادارته مباراة المحرق والأهلي في قمة الدوري الممتاز البحريني مساء أمس ليكون بذلك الحكم العربي الوحيد في المونديال فيما تم اختيار مساعدي الحكم الدوليين للمشاركة ضمن الطاقم التحكيمي للحكم عصام عبدالفتاح في المونديال
العدد 1303 - الجمعة 31 مارس 2006م الموافق 01 ربيع الاول 1427هـ