العدد 1303 - الجمعة 31 مارس 2006م الموافق 01 ربيع الاول 1427هـ

من «يفتت» لبنان؟!

ايمان عباس eman.abbas [at] alwasatnews.com

منوعات

عاش لبنان أمس الأول يوماً عاصفاً شهد ارتدادات عنيفة للهزة التي بدأت في أروقة «قمة الخرطوم» التي اختتمت أعمالها الأربعاء الماضي، وامتدت تفاعلاتها إلى بيروت خلال اليومين الماضيين. وتنقلت هذه التفاعلات أمس كالنار في الهشيم، من «البريستول» إلى مجلس النواب فمجلس الوزراء إذ انفجر الاحتقان. وترددت أصداؤه طوال الليلة قبل الماضية على رغم الاتصالات الحثيثة التي جرت على أكثر من صعيد. اختارت الأكثرية ساحة مجلس الوزراء، لشن هجوم مضاد، وصوبت على الهدف السهل: الرئيس إميل لحود - في ظل المعركة المفتوحة لإسقاطه - فكان ما كان داخل قاعة الجلسات، وبلغ حد «الفضيحة المجلجلة»، إذ سمع اللبنانيون عبر شاشات التلفزة كلاماً «عادة ما يوصف بأنه من خلف الكواليس» بين رئيس الجمهورية وخصومه. ألا تعرف الحكومة اللبنانية أن «العقلاء والحكماء» لا يصلحون «الخطأ» بـ «الخطيئة». بهذه الجلسة «الصاخبة» عاد القلق يفرد جناحيه الأسودين على اللبنانيين، عبر سلسلة ردود الفعل التي كان ختامها خليطا من «المهزلة» والمأساة ما يهدد بـ «فتفتة» لبنان، وليس بـ «فتفتة» وزير أو أكثر. وتأتي هذه التطورات المتسارعة وخصوصاً «جلسة الجنون تلك» لتؤكد أن بند رئاسة الجمهورية المطروح على طاولة الحوار الاثنين المقبل يمتلك مشروعية مضافة. ولا يجوز الانسياق وراء لعبة الفعل ورد الفعل إلى ما لا نهاية، على حساب البلد وأهله... وطنكم أيها اللبنانيون أحوج ما يكون اليوم إلى حكمة العقلاء، وإلى عقول الحكماء من أبنائه وأشقائه وحتى أصدقائه للخروج من دوامة الأزمات. ربما يجب عليك الاستفادة من دروس الماضي، فأنتم أكثر العارفين بأن أساليب التصعيد والتجييش والتهديد لا تبني بلداً، ولا تنطر «أحدا». كما علمتكم «مآسي الأيام السوداء» أن فرز اللبنانيين بين وطني وخائن، بين مقاوم وغير مقاوم، بين مواطن صالح وآخر طالح، لا يستعيد الوحدة الوطنية المفقودة، ولا يخدم مسيرة الحوار المهزوزة، ولا يعزز الآمال المنشودة بالغد والمستقبل القريب منه... والبعيد

إقرأ أيضا لـ "ايمان عباس"

العدد 1303 - الجمعة 31 مارس 2006م الموافق 01 ربيع الاول 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً