حالة الغرق والمأساة التي حدثت أعادت إلينا الصورة المأسوية لسقوط الطائرة البحرينية قبل سنوات. كان فيلم التايتنك حاضراً أمام اعين من شاهد المنظر المأسوي لغرق السفينة البحرينية.
على بعض المواقع العربية قرأت تعليقا من عربي كان يقول: «نحن نعزي فقط البحرينيين بهذا المصاب». لفتت نظري هذه المقولة النمطية التي تنبعث منها رائحة الشوفينية البغيضة وذكرتني بأحد الأعراب عندما جاء إلى الرسول (ص) رافعاً يده إلى السماء قائلا:«اللهم اغفري لي ولمحمد فقط. تعجب الرسول من ذلك فرد عليه بما مضمونه: لماذا هذا البخل وهذه الانانية فان رحمة الله واسعة». المعزى في هذا المصاب أهل المصاب كلهم سواء أكانوا من البحرينيين ام الأميركيين ام البريطانيين ام الآسيويين بلا فارق، فكلهم بشر يستحقون الرحمة والدعاء وارسال برقيات التعزية... الحادث كان مؤلما وموجعا والبحرين قامت بفتح تحقيق في الحادث لمعرفة ملابساته.
ان نفرة اهل البحرين لمكان الحادث تعكس مدى طيبة وانسانية اهل البحرين. وهذا الموقف يقودنا نحن إلى الوحدة الانسانية والاسلامية والوطنية بأن نقف صفا واحدا عند الأزمات، وعند الحوادث نقف جميعا مع من يلتقون معنا في الانسانية ايضا بل الواجب يفرض علينا ان ننقذ ارواح هؤلاء البشر من دون النظر إلى هوياتهم او جنسياتهم. لهذا نعزي الشعب البحريني وكل الجنسيات الأخرى ممن جرح أحد ابنائها او غرق.
الحادث قد يكون طبيعيا بسبب خلل فني او تقصير في مراعاة شروط السلامة، لكن كل ذلك لا يعني عدم التحقق من الأمر. ختاما لابد من ارسال برقيات التعزية إلى القيادة وعلى رأسها جلالة الملك والشعب البحريني وأهالي المصابين جميعا وإلى السفارات والقنصليات في مملكتنا الغالية ونسأل الله ألا يري البحرين وشعوب العالم اي مكروه في حبيب أو قريب
إقرأ أيضا لـ "سيد ضياء الموسوي"العدد 1303 - الجمعة 31 مارس 2006م الموافق 01 ربيع الاول 1427هـ