العدد 1303 - الجمعة 31 مارس 2006م الموافق 01 ربيع الاول 1427هـ

«تايتنك» بحرينية!

عادل مرزوق Adel.Marzooq [at] alwasatnews.com

-

إذا كانت السفينة العالمية المشهورة تايتنك قد غرقت في المحيط بسبب جبل جليدي كان من الصعب تجاوزه، فإن غرق «تايتنك البحرينية» في مياهنا الضحلة كان بسبب اصطدامها بجبل آخر، وهو إهمال «إداري» و«فني» كان بالإمكان تجاوزه، أما فاتورة هذا الإهمال فإن صورة البحرين السياحية هي من ستدفعها.

هكذا انتهت «أسطورة السياحة» في البحرين. شاشات التلفزة العالمية تتناقل الحدث المأسوي، وسط عجز معلوماتي لا معنى له، سوى أن الأجهزة الحكومية لا ببساطة وفعلاً «لا تعلم شيئاً»، أما عن سؤال من السبب في هذه الكارثة؟، فالإجابة المعروفة هي طبعاً «سننتظر التحقيقات»، وستحفظ في «الأرشيف» كالمعتاد.

الأسماء العليا في قطاع السياحة التابع لوزارة الإعلام، وخفر السواحل التابع لوزارة الداخلية، لن تضطر لتقديم اعتذارها عما جرى، فوزاراتنا الحكومية دائما تتمثل قول الشاعر الفلسطيني محمود درويش (لا تعتذر عما فعلت!)، بل انفه وحسب! وليس ثمة أقدر من إدارات العلاقات العامة على إصدار بيانات النفي.

لابد من الإشادة بجهود الأجهزة التي عملت في إنقاذ المنكوبين، ولابد أن نقدر لهم تلك الجهود الجبارة التي بذلوها، فالكارثة التي حدثت هي متعلقة بأسباب إدارية فقط لا غير، من سمح للسفينة بالإبحار من دون أن تتحصل على «تأمينها»، ومن هو المسئول عن ذلك العجز المعلوماتي في أسماء الضحايا وجنسياتهم، وكيف تبحر سفينة سياحية من دون أن تكون كشوفات الأسماء مسجلة لدى إحدى الجهات الأمنية، وإن كان ثمة خلل فني في تركيب السفينة، فما المعايير التي طبقت حتى تم السماح لها بالإبحار؟!

الذين قضوا نحبهم بلا تأمين من المسئول عن تعويض أهاليهم، وكيف نشرح للعالم هذه الكارثة إن بينت التحقيقات التي يجريها فريق وزارة الداخلية أننا المسئولون أولاً وأخيراً عن هذا الحادث، فليس الطقس من ألقى بتيتانيك البحرين رأساً على عقب. لابد أن تتم محاسبة ذوي العلاقة المباشرة بالشئون السياحية في هذا القطاع البحري، ولابد من محاسبة الجهات الإدارية في الإدارات المعنية بالرقابة على حركة الملاحة البحرية، ان سمحت للسفينة بالإبحار من دون حصولها على «تأمين».

لماذا سقطت تايتنك البحرين؟ السبب المنطقي إلى الآن هو «زيادة الحمولة»، فالتقديرات الفعلية للحمولة مازالت متضاربة بين وزارة الداخلية التي لا تمتلك أية «معلومات» سوى عن أعداد الموتى والمفقودين، وبين صاحب السفينة الذي أقر بأن الحمولة تقدر بمئة راكب، ومعناه أن «زيادة الحمولة» هي أحد الأسباب في سقوط «التايتنك»، إلا أننا نترك الأحكام النهائية لما بعد الانتهاء من التحقيقات

إقرأ أيضا لـ "عادل مرزوق"

العدد 1303 - الجمعة 31 مارس 2006م الموافق 01 ربيع الاول 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً