عميد البحث العلمي في جامعة البحرين ورئيس مجلس شورى جمعية الوفاق الإسلامية عبدعلي محمد حسن كان موجوداً على ظهر سفينة مجاورة للبانوش المنكوب وسجّل ما رأته عيناه قائلا: «بدأنا العشاء في السفينة في حدود الساعة التاسعة وخمس وأربعين دقيقة، وكلنا كنا نشاهد البانوش الذي بجوارنا الذي كان يشع انوارا كثيرة جدا تشد انتباه الانسان لا إرادياً، وكان البانوش لا يبعد عنا كثيرا، وفجأة انقلب على الجهة اليمنى، وكان الركاب الذين معنا في حيرة ودهشة من الأمر، وكان الكثير منهم يضن ان الحادث كان حركات بهلوانية لا اكثر!

خلال ثوان فقط انقلبت السفينة، وانطفأت الانوار، وصرخ احد الركاب «لقد غرق البانوش» واخذ يكررها عدة مرات عفويا، وسمعنا اصوات تطلب النجدة من البانوش المنقلب، وفي الحال اجرينا الاتصالات اللازمة مع المسئولين في وزارة الداخلية وخفر السواحل.

كان لدينا شخص شجاع اسمه زهير الحلواجي، واصر على النزول في البحر، وربط نفسه بحبال وتمكن بالفعل من انقاد ثمانية اشخاص كانوا منهكين جدا، كان بينهم وبين الموت دقائق محدودة، وقمنا بتسكين روع الناجين الذين اصابهم هلع وصدمة نفسية كبيرة جدا.

لقد كانت بالفعل رحلة مثيرة جدا، ونحن كان لدينا احساس مغمور بالسعادة لانقاذ ارواح ثمانية اشخاص، واحساس عميق بالحزن لأن الحادث خلّف عشرات القتلى والمصابين، وكان بصحبتي مجموعة من الاصدقاء مثل الاستاذين الجامعيين سلمان الحلواجي وناصر الموسوي وفيصل الحلواجي، وكنا نعتاد على التجمع في منزل احدنا كل ليلة جمعة، لكن هذه الجمعة كانت مختلفة تماما