«إن حرية الصحافة والإعلام ستبقى دائماً عنواناً للمشروع الإصلاحي والتحديثي الشامل، ونطمئن جميع الصحفيين والإعلاميين في مملكة البحرين بأن حرياتهم مصونة، وحقوقهم الدستورية مكفولة، ولن يضار أحد بسبب التعبير السلمي والحضاري عن رأيه في ظل دولة القانون والمؤسسات».
نقرأ من هذه الكلمات التي ذيّل بها صاحب الجلالة عاهل البلاد خطابه السامي، بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة، مخاطباً الجسم الإعلامي في البحرين، رسالة واضحة وفي غاية الأهمية، تقول بأن المشروع الإصلاحي لا يزال مستمراً، وأن للإعلام دوراً مميزاً فيه. وإذا ما أخذنا بعين الاعتبار الدور الخطير - سلباً أو إيجاباً - الذي بات يمارسه الإعلام اليوم بمختلف أشكاله، وعلى وجه الخصوص الإلكترونية في توجيه الرأي العام، وفي فترات باتت قياسية بالمعايير الزمنية، يمكننا تقدير مثل هذه الإشارة في الخطاب الملكي. وبهذه الرسالة يفتح جلالته المجال أمام الجميع، طالما هم يمارسون دورهم في نطاق «دولة القانون والمؤسسات»، بما يعني حرص جلالته على النظر، بطموح سياسي، نحو المستقبل، والتحرك السريع في اتجاهه، بدلاً من القبول بما هو قائم، وعدم البحث عن البدائل العصرية المتقدمة له.
وليست خافية على جلالته، المدلولات العملية لوضع مثل هذه الحريات، والقبول بتحقيق مثل هذا الطموح بين أيدي رجال الإعلام، لكن، وكما يفهم من رسالته، هو غير متردد في قبول التحدي، وغير رافض لفكرة إجراء التطويرات التحديثية الضرورية، التي لابد منها - كما يرى جلالته - لضمان استمرارية تجدد المشروع الإصلاحي، ومده بهرمونات الشباب التي يحتاجها، والتي هي وحدها قادرة على حقن المشروع بما يحتاجه من إنزيمات التطوير.
وفي سياق تعزيز دور دولة المؤسسات، يثمّن جلالته «عالياً التزام جمعية الصحفيين البحرينية بحماية حق الصحفيين والإعلاميين في التعبير عن آرائهم دون ضغوط أو تهديدات، وحرصها على توحيد الجسد الصحفي تحت راية الانتماء للوطن واحترام الرسالة المهنية والأخلاقية للصحافة الوطنية الحرة في إطار التمسك بالثوابت الوطنية والدستورية».
هذا الربط بين دور الفرد الإصلاحي، ومسئولية مؤسسته الاجتماعية والمهنية، هو الرافعة التي تفتح المجال أمام المبادرات الفردية، دون المساس بمسئولية مؤسسات المجتمع المدني. وكل ذلك هو الذي يعزز من ثقة أفراد ومؤسسات المجتمع الإعلامي، ويجعلها لا تجفل من تأدية هذا الدور، دون التوقف عند بعض التجاوزات هنا، أو الهفوات هناك، طالما أصر صاحب المشروع الإصلاحي - ونحن واثقون من جلالته - أن يسير به قدماً نحو الأمام رافضاً الالتفات نحو الخلف
إقرأ أيضا لـ "عبيدلي العبيدلي"العدد 3160 - الإثنين 02 مايو 2011م الموافق 29 جمادى الأولى 1432هـ