أكرر طرح سؤال غابر: «ما الذي يمنع تسلُّم امرأة لوزارة الداخلية في بلداننا العربية»؟ هل سنظل متواطئين مع الذكورة في المنحرف من حالاتها؟ على افتراض أنها «المخ» و«العضلات». هل عليَّ الانشداد إلى أن الأمن اختراع ذكوري محض؟
***
تقرأ كثيرا من الكتب؛ ولكنك تصاب بعمى في التمييز لفرط «ليل» الحبر الذي لا يقول «ضوءا»!
***
لنتفق أن الدولة - أي دولة - تسعى إلى إسعاد مواطنيها؛ ولكن ألا يتطلَّب ذلك الإسعاد تنازلا ما؟ تنازلا عن المصادرة والسرقة والاحتواء، والوهم بأن الأرض وما عليها ملك عام يمكن تسويره؟
***
لا أعلم كيف يمكن فهم صوغ قرار لضبط الخطاب الديني؟ فيما الخطاب السياسي بحاجة إلى أكثر من ضبط! بحاجة إلى نسف وإعادة تأهيل. مشكلتنا في الخطاب السياسي لا الديني. الخطاب الديني لا يرسم سياسة دولة فيها من القمع الكثير. صحيح أنه يؤثر؛ ولكنه في نهاية المطاف في دول منتجة للقمع، وما يحدث في حال إطلاق الخطاب الديني لا يعدو كونه «تنفيسا»، ومجرد «هامش»، فيما «المركز» يعمل ما يحلو له، وليس المركز فقط. صارت بعض الأطراف المرتبطة بالسلطة تتحدث بالنيابة عنها. فقط راقبوا بعض خطب صلاة الجمعة الموجهة سياسيا وبالوكالة عن الدولة.
***
تقف على صور الفقر، فتقرأ خللا في الأخلاق، أكثر من خلل في معادلات اقتصادية أو سياسية؛ لأن السياسة في مجملها من دون أخلاق. الفقر نتاج طبيعي لسياسة تهتم بالتخطيط للبقاء، ولو على حساب زوال ملايين البشر!
***
أين هي الذاكرة؟ عربيا هي مسكونة في السياسة... في الفقه... في الوجود الذاتي. أية ذاكرة تلك التي يمكن أن تضمن البقاء لساكنها من دون إنجاز؟ من دون حراك ورجرجة؟ بالتصاق بالماضي ومباعدة عن المستقبل؟
***
العنف الدولي على العرب والمسلمين ، نتاج طبيعي لعنف أكثر قسوة على الأفراد والأشياء في الداخل. يكاد العنف الدولي لا يُذكر إذا ما تورطنا في تفاصيل بقاء المنتج لذلك العنف. علينا أن نكف عن لعن عنف الآخرين، فيما العنف المحلي في البيت الواحد أجدر بممارسة عنف عليه يعيده إلى رشْده!
إقرأ أيضا لـ "جعفر الجمري"العدد 2498 - الأربعاء 08 يوليو 2009م الموافق 15 رجب 1430هـ