يشكو مئات من النازحين الفارين من المعارك والمتجمعين في مخيم قرب مرفأ مصراتة من نقص الماء والطعام بعد أن تأخر ترحيلهم إثر تهديد قوات القذافي بقصف أي سفينة تقترب من ميناء المدينة.
ويضم المخيم البائس خيماً صنعت من بقايا ألواح وأكياس ينام فيها اللاجئون فوق الحصى ووسط القمامة.
وقال لاجىء غاني في المخيم الذي يضم أفارقة خصوصاً من النيجر وغانا، «ليس لدينا ماء ولا طعام، لا شيء».
ولكن الطعام نفد أيضاً لدى سكان مدينة مصراتة المحاصرة منذ شهرين والتي تتعرض للقصف وتدور حولها مواجهات بين المتمردين وقوات الزعيم الليبي معمر القذافي.
وقال اللاجىء الذي فضل عدم كشف اسمه «كان الناس يحضرون لنا الطعام والماء، ولكنهم توقفوا عن المجيء. نحن هنا ألف شخص».
وقال فاضل مقدم من منظمة «ميرسي كوربس» غير الحكومية أن عدد اللاجئين يتغير. «عندما تتعرض المنطقة للقصف، يهربون... يبحثون عن ملجأ يحتمون فيه».
وسقط صاروخ على المخيم قبل أيام عدة أدى إلى مقتل نيجيري وإصابة عدد آخر بجروح. ومنذ ذلك الحين يعيش اللاجئون في حالة ذعر، لا سيما وأن قذائف أصابت الميناء قبل يومين.
وأفادت مصادر طبية السبت عن سقوط قذائف هاون وصواريخ بصورة عشوائية على المدينة.
وقصفت قوات القذافي الثلثاء المرفأ ثم تقدمت محاولة السيطرة عليه. لكن المتمردين الليبين صدوا تقدمها بمساندة الحلف الأطلسي الذي شن غارة جوية عليها.
وقال الغاني محمد حمزة (25 عاماً) «إنهم يلقون علينا القنابل، ويفعلون أشياءً أخرى بنا. علينا أن نرحل، اكتفينا من ليبيا».
وأضاف «بيننا عدد كبير من المرضى. ندعو الله أن نتمكن من الرحيل».
وكانت سفينة إنسانية لا تزال عالقة مساء السبت في مرفأ مصراتة، في حين تنتظر ثلاث سفن في عرض البحر الاذن من حلف شمال الأطلسي بالرسو في الميناء.
وأعلن حلف الأطلسي الجمعة إزالة ألغام بحرية وضعتها القوات الموالية للعقيد معمر القذافي في ميناء مصراتة على بعد 200 كلم شرق طرابلس.
وقال فاضل مقدم إن المرفأ لا يزال «خارج العمل» مساء السبت بانتظار الاذن من حلف الأطلسي.
وأضاف «قال لي ضباط الحلف إنه لا تزال توجد ألغام بحرية. إنهم يعملون على إزالتها».
وتنتظر السفينة الانسانية التركية التي جاءت لإجلاء مدنيين ليبيين قبالة المدينة منذ يومين. كما وصلت صباح السبت سفينة للمنظمة الدولية للهجرة من المقرر أن تنقل نازحين أفارقة، وثالثة تنقل مساعدات إنسانية من مالطا.
وهناك سفينة رابعة راسية في الميناء منذ الخميس في انتظار أن تبحر إلى مالطا.
ودعا النظام الليبي الجمعة المتمردين في مصراتة إلى الاستسلام مقابل العفو عنهم، كما هدد بمهاجمة كل سفينة تدخل الميناء.
واعترضت سفن للحلف الأطلسي سفناً صغيرة كانت تزرع ألغاماً على بعد كيلومترين إلى ثلاثة كيلومترات من الشاطىء
العدد 3159 - الأحد 01 مايو 2011م الموافق 28 جمادى الأولى 1432هـ