أحيت عدة دول أمس (الأحد) يوم «عيد العمال» بتجمعات كبيرة شهد بعضها أعمال عنف محدودة. وخرج آلاف العمال للشوارع بعدة مدن إندونيسية أمس للاحتفال بعيد العمال مطالبين الحكومة بتحسين أحوال العمال. وقال رئيس شرطة جاكرتا، سوتارمان إنه تم نشر نحو 14 ألف شرطي في العاصمة (جاكرتا) لحماية الآلاف من المتظاهرين من عدة منظمات عمالية. وقال شهود عيان إن رجال شرطة مكافحة الشغب ومعهم خراطيم المياه تواجدوا خارج مقر الرئاسة الذي أحيط بأسلاك شائكة عبر بواباته الرئيسية.
ونظم أكثر من 3000 عامل مسيرة في الطريق الرئيسي للمدينة متجهين إلى القصر ما تسبب في حدوث تكدس مروري في الشوارع الرئيسية. وحمل المتظاهرون لافتات مطالبة بتحسين الأجور كما قال قادة المتظاهرين إن حكومة الرئيس سوسيلو بامبانغ يودويونو أخفقت في تحسين أحوال العمال.
واستمرت حالة الاستنفار قائمة بين أفراد الشرطة الألمانية للحيلولة دون وقوع أعمال شغب خلال مسيرات عيد العمال. وقالت الشرطة الألمانية إن مسيرات الليلة قبل الماضية اتسمت بالهدوء النسبي مقارنة بمسيرات الأعوام الماضية. وأعلنت شرطة مدينة هامبورغ شمالي ألمانيا عن القبض على 17 مشاغباً ينتمون إلى التيار اليساري وذلك خلال المسيرة التي شهدتها المدينة أمس الأول وضمت الآلاف. وقالت شرطة هامبورغ إن المشاركين في هذه المسيرة أضرموا النيران في إحدى السيارات وحطموا الواجهة الزجاجية لأحد الفنادق كما رشقوا أفراد الشرطة بالألعاب النارية المشتعلة الأمر الذي أسفر عن إصابة 11 شرطياً يعاني أحدهم أضراراً في السمع بأحد المستشفيات.
واستعانت شرطة هامبورغ عدة مرات بخراطيم المياه للرد على المتطرفين اليساريين الذين رشقوا أفراد الشرطة بالألعاب النارية. كما شهدت العاصمة الألمانية برلين مظاهرة مشابهة ضمت نحو 1500 من أنصار اليسار للاحتجاج على رفع قيم الإيجار وإخلاء المنازل المأهولة. وتجمع نحو 1000 شخص في منتزه «ماوربارك» الذي يقع في المكان الذي كان يتواجد فيه سور برلين الشهير وقامت الشرطة الألمانية بتفتيش حقائب المشاركين في التجمع وطلبت منهم تسليم الزجاجات التي بحوزتهم إذ إن أحداث العنف التقليدية المصاحبة لمسيرات عيد العمال كانت تنطلق شرارتها الأولى خلال الأعوام الماضية من هذا المنتزه.
في المقابل تجمع عشرات الآلاف من المتظاهرين في ساحة تقسيم الواقعة على الضفة الأوروبية لإسطنبول حيث قتل عشرات الأشخاص قبل 34 عاماً.
وتقدمت مواكب كبيرة من آلاف الناشطين النقابين في الصباح الباكر بشكل منظم باتجاه الساحة، التي طوقت بالكامل بكيلومترات من الحواجز الحديدية، ولم يتمكن المتظاهرون من الوصول إليها إلا بعد خضوعهم لعملية تفتيش، حسبما أفاد مراسل وكالة «فرانس برس». وبحسب أرقام رسمية، تم نشر 38 ألف شرطي لتأمين حماية المتظاهرين الذين تجمعوا للعام الثاني على التوالي في هذه الساحة. وقبل الأول من مايو 2010 كانت السلطات تمنع المتظاهرين من التجمع في هذه الساحة التي شهدت في الأول من مايو 1977 قيام مسلحين مجهولين بفتح النار على المحتشدين ما أسفر عن مقتل 34 شخصاً.
ولدى بدء التجمع أمس قام مسئولون نقابيون بوضع أكاليل من الزهور الحمراء على الموقع الذي انطلقت منه الطلقات، مطالبين السلطات بتسليط الضوء على هذه الجريمة. ووضعت منصة ومكبرات عملاقة في المكان لإلقاء الكلمات فيما وضعت صورة كبيرة على قصر اتاتورك الثقافي تظهر أحد العمال وبدت إحدى يديه مكبلة بالقيود والأخرى تحمل علماً أحمر
العدد 3159 - الأحد 01 مايو 2011م الموافق 28 جمادى الأولى 1432هـ