وصل رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس»، خالد مشعل أمس الأحد (1 مايو/أيار 2011) إلى القاهرة للمشاركة في توقيع اتفاق المصالحة مع حركة «فتح» اليوم (الاثنين)، ومن جهتها استنكرت السلطة الفلسطينية وقف إسرائيل تحويل أموال الضرائب لها بسبب الاتفاق.
وأكد قيادي في «حماس» أن مشعل وصل القاهرة أمس حيث سيشارك في توقيع اتفاق المصالحة الذي ترعاه مصر بينما سيصل ممثلو الفصائل الأخرى إلى العاصمة المصرية اليوم.
وقال عضو المكتب السياسي لـ «حماس» خليل الحية إن «الأخ خالد مشعل وصل إلى القاهرة». وأضاف أن مشعل «سيعقد عدة لقاءات مع الإخوة في مصر والفصائل الفلسطينية إضافة إلى لقائه الرئيس (الفلسطيني محمود عباس) هناك وسيبقى حتى المشاركة في حفل توقيع اتفاق المصالحة».
وأشار إلى زيارة مشعل للقاهرة تأتي مبكراً «لأنها مقررة منذ الأسبوع الماضي».
وأكد الحية أن ممثلي كافة الفصائل سيصلون إلى القاهرة الاثنين. وأوضح الحية الذي سيتوجه ضمن وفد حركته اليوم من غزة إلى القاهرة أنه «بمجرد التوقيع النهائي على اتفاق المصالحة ستبدأ كافة الإجراءات العملية في كافة الملفات الأمنية والانتخابات والحكومة ومنظمة التحرير الفلسطينية».
وفي تطور متصل، استنكرت السلطة الفلسطينية بشدة أمس قرار إسرائيل وقف تحويل أموال المستحقات الضريبية إليها، رداً على اتفاق المصالحة. كما وصف الحية القرار بأنه «قرصنة» هدفها «الضغط لعدم إنجاز المصالحة».
وقال وزير العمل الفلسطيني وعضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، أحمد مجدلاني لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ)، إن القرار الإسرائيلي «عنصري ومجحف، ينم عن عقلية الضغط والابتزاز الذي تصر إسرائيل على ممارساتها».
وذكر مجدلاني أن هذا القرار «مخالف للاتفاقيات الثنائية الموقعة بين منظمة التحرير وإسرائيل ويعبر عن مستوى فاضح من التدخل الإسرائيلي السافر في الشأن الفلسطيني الداخلي».
وحمل الوزير إسرائيل والولايات المتحدة تداعيات هذا القرار، مطالباً بتحرك دولي عاجل وجدي لإلزام إسرائيل باحترام اتفاقياتها الموقعة مع الجانب الفلسطيني ووقف ممارسة الابتزاز والضغط في سياساتها «العدوانية».
وكانت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية ذكرت في وقت سابق أن إسرائيل قررت تجميد إجراءات تحويل مستحقاتها الضريبية للسلطة الفلسطينية، رداً على اتفاق المصالحة.
وقالت الصحيفة إن وزير المالية الإسرائيلي، يوفال شتاينتز أوعز إلى ممثلي وزارته بعدم حضور اجتماع كان سيعقد أمس مع المسئول عن ضريبة القيمة المضافة في السلطة الفلسطينية لإقرار تحويل مبلغ 300 مليون شيكل (88 مليون دولار أميركي) إلى السلطة.
وتقدر العوائد الضريبية التي تجبيها إسرائيل لصالح السلطة الفلسطينية بموجب اتفاق (أوسلو) بنحو مليار و400 دولار، بما يشكل نحو ثلثي موازنتها.
وفي مقابلة مع راديو الجيش قال شتاينتز إن إسرائيل تخشى أن تستغل الأموال لتمويل «حماس» التي يدعو ميثاقها لتدمير إسرائيل.
وكانت إسرائيل هددت الأسبوع الماضي بفرض عقوبات رداً على إعلان عباس المفاجئ لاتفاق مع «حماس» يقضي بتشكيل حكومة ائتلافية وإجراء انتخابات.
وسئل عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، صائب عريقات عن هذا الإجراء فقال لـ «رويترز»: «هذا أمر خطير جداً ... هذه أموالنا وندين هذا الأمر بشدة ... إسرائيل بدأت تخوض حرباً حتى قبل تشكيل الحكومة (التي اتفق عليها عقب توقيع اتفاق المصالحة) وتستمر في خوض الحرب... هذه أموال فلسطينية وليست إسرائيلية لا يحق لإسرائيل حجزها بأي حال من الأحوال».
إلى ذلك، قال نائب رئيس المكتب السياسي لـ «حماس»، موسى أبومرزوق لصحيفة «الحياة» أمس إن عوامل عدة ساعدت في التوصل إلى ورقة التفاهمات والتعجيل في إنجاز اتفاق المصالحة أهمها «المتغيرات في الساحة العربية وجمود العملية السلمية».
وأضاف أبومرزوق أن الحراك على صعيد ملف المصالحة لم يتوقف لكنه جرى بعيداً عن الإعلام ولذلك كان التوصل إلى اتفاق مفاجئاً للكثيرين لكننا كنا نتوقعه
العدد 3159 - الأحد 01 مايو 2011م الموافق 28 جمادى الأولى 1432هـ