قالت بريطانيا وإيطاليا أمس الأحد (1 مايو/ أيار 2011) إن سفارتيهما في طرابلس تعرضتا للهجوم؛ ما دفع لندن لطرد السفير الليبي وذلك غداة غارة لطائرات الأطلسي أدت إلى مقتل نجل الزعيم الليبي الأصغر و3 من أحفاده.
وقال وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ «أدين الهجمات على منشآت السفارة البريطانية في طرابلس وأيضاً على البعثات الدبلوماسية للدول الأخرى». ونجا معمر القذافي من غارة جوية شنتها طائرات الأطلسي مساء السبت على طرابلس وقتل فيها ابنه الأصغر وثلاثة من أحفاده، بحسب الناطق باسم الحكومة الذي ندد بمحاولة اغتيال الزعيم الليبي. في غضون ذلك، أفاد شهود عن اشتعال النيران في ميناء مدينة مصراتة التي تحاصرها قوات القذافي.
لندن، طرابلس - رويترز، أ ف ب
قال رئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون أمس الأحد (1 مايو/أيار 2011) إن سياسة حلف الأطلسي في ليبيا لا تستهدف «أفراداً بعينهم» رافضاً التعليق على تقارير بمقتل أحد أبناء الزعيم الليبي معمر القذافي وثلاثة من أحفاده في ضربة جوية للحلف.
وتابع كاميرون لتلفزيون هيئة الإذاعة البريطانية «سياسة الاستهداف التي يطبقها حلف الأطلسي والائتلاف الدولي واضحة تماماً. إنها تتماشى مع قرار الأمم المتحدة رقم 1973 وهي تهدف إلى حماية أرواح المدنيين باستهداف آلة الحرب الخاصة بالقذافي وهي بالطبع الدبابات والأسلحة ومنصات إطلاق الصواريخ وأيضاً القيادة والسيطرة».
واستطرد «إنها تستهدف القيادة والسيطرة وليس أفراداً بعينهم» مضيفاً أنه لن يعلق على «تقرير غير مؤكد» بمقتل أحد أبناء القذافي وثلاثة من أحفاده في ضربة جوية للحلف.
ونجا القذافي من غارة شنها الأطلسي أدت إلى مقتل ابنه وثلاثة من أحفاده ليل السبت الأحد، كما أعلن الناطق باسم الحكومة الليبية معتبراً القصف محاولة لاغتيال الزعيم الليبي.
وأعلن المتحدث باسم الحكومة، موسى إبراهيم ليل السبت الأحد أن سيف العرب (29 عاماً) أصغر الأبناء الستة للزعيم الليبي «تعرض لهجوم من وسائل قوية» أدى إلى «استشهاد الأخ سيف العرب بالإضافة إلى ثلاثة من أحفاد القائد».
وأضاف أن «القائد (معمر القذافي) وزوجته كانا في المنزل مع أصدقاء ومقربين» لكنه «بصحة جيدة. لم يصب بجروح. وزوجته أيضاً بصحة جيدة ولم تصب بجروح ولكن أشخاصاً آخرين أصيبوا».
ورأى الناطق الليبي أن «الهدف من العملية كان اغتيال قائد هذا البلد مباشرة».
وكان المتحدث رافق الصحافيين إلى المنزل الذي تعرض للقصف في طرابلس حيث يبدو حجم الدمار كبيراً جداً.
ولم يكن سيف العرب الذي يكنى بـ «عروبة» يشغل أي منصب. وقد جاء من ألمانيا حيث كان يدرس، في بداية الأحداث. وكان القذافي فقد ابنة بالتبني في قصف أميركي لطرابلس في 1986.
وفي بروكسل أعلن الأطلسي أنه شن ضربات جوية في قطاع باب العزيزية في طرابلس لكنه لم يؤكد مقتل ابن القذافي، موضحاً أنه لا يستهدف أشخاصاً في ضرباته.
وأكد الحلف في بيان أنه «واصل ضرباته الدقيقة ضد المنشآت العسكرية لنظام القذافي في طرابلس الليلة قبل الماضية بما فيها ضربات على مبنى قيادة ومراقبة معروف في قطاع باب العزيزية».
وصرح قائد عملية الحلف في ليبيا، الجنرال شارل بوشار «نأسف لخسارة أرواح خصوصاً أرواح مدنيين أبرياء». وأكد في الوقت نفسه أن «جميع أهداف الحلف الأطلسي طبيعتها عسكرية ومرتبطة بشكل واضح بالهجمات التي يشنها نظام القذافي على الشعب الليبي وعلى المناطق المأهولة بالسكان ونحن لا نستهدف أشخاصاً».
وتابع الحلف في البيان نفسه أن الضربات التي وجهت إلى باب العزيزية مساء السبت «تندرج في إطار استراتيجية متجانسة للحلف لضرب وتدمير قيادة القوات التي هاجمت مدنيين ومراكز الإشراف عليها».
وفي بنغازي معقل المعارضين الليبيين، أطلقت عيارات نارية ابتهاجاً بعد إعلان الحكومة مقتل النجل الأصغر للقذافي. وانتشرت على طول البولفار البحري السيارات وهي تطلق العنان لأبواقها في حين أضيئت السماء بالرصاص الخطاط والصواريخ من بطاريات مضادة للطائرات وبنادق هجومية.
وقال المتحدث العسكري باسم المجلس الوطني الانتقالي، العقيد أحمد عمر باني ومقره في بنغازي «إنهم يعبرون عن فرحتهم لفقدان القذافي نجله في غارة جوية وهم يطلقون النار فرحاً» بمقتله.
ومن جهته، قال عضو في البرلمان الروسي إن ضربة الأطلسي في طرابلس دليل على أن الحلف لا يحمي المدنيين. وقال قسطنطين كوساتشيف لوكالة «انترفاكس» الروسية للأنباء أمس «هذا تأكيد واضح على الاستخدام دون تمييز للقوة من جانب الحلف». واستطرد كوساتشيف الذي يرأس لجنة الشئون الدولية بمجلس النواب (الدوما) في البرلمان الروسي «تشير الحقائق إلى أن الهدف من الائتلاف المناهض لليبيا هو القضاء على القذافي».
وتابع أنه «فوجئ تماماً بالصمت التام» من زعماء الولايات المتحدة وفرنسا ودول غربية أخرى، مضيفاً «من حقنا جميعاً توقع تقييمهم السريع والتفصيلي والموضوعي للإجراءات التي يتخذها الائتلاف».
في غضون ذلك، دخل عناصر تابعون للقوات الحكومية السبت مدينة جالو في الصحراء الليبية على بعد نحو 300 كلم جنوب بنغازي وقتلوا عشرة مدنيين، بحسب حركة المعارضة
العدد 3159 - الأحد 01 مايو 2011م الموافق 28 جمادى الأولى 1432هـ