لسنا ننتقد دولة قطر الشقيقة، فلقد أثبتت للعالم أجمع التحدّي الذي عاشته، والقفزة الاقتصادية التي حقّقتها، بل حتى المجال التعليمي الذي تطوّر في سنوات بسيطة، جرّاء السياسة المنفتحة التي تتبعها هذه الدولة الشقيقة من أجل التنمية الاقتصادية والاجتماعية على حد سواء.
ولكن مطار قطر الدولي يحتاج منّا فتح العين عليه، وتسليط الضوء على بعض المشكلات الموجودة فيه، والأخطاء البسيطة التي تحتاج الى اهتمام من قبل المسئولين، حتى نظفر بمطار دولي يناسب فيفا 2022م.
المشكلة الأولى التي تلاحظها في المطار هو عدم وجود تعاون سهل بين الموظّفين وبين المسافر، فما أن تسألهم عن شأن يخص المطار أو عن مكان تريد الذهاب اليه في المطار، حتى لا تجد اجابة وافية منهم، بل تلاحظ بأنّهم لا يعلمون عن مرافق المطار شيئاً يُذكر، ولا نعلم ان كانوا موظفين جدداً على المطار أم لم يتلقّوا دورة في خدمات الزبائن وغيرها، حتى يسهل عليهم التعامل مع المسافر.
أما المشكلة الثانية التي يتعرّض لها المسافر في مطار قطر، عدم وجود اللوحات التي تدل على بعض الأماكن وأهمّها لوحة ترشدك الى مكتب الخدمات أو المعلومات «information desk»، وقد تسأل كثيراً ممن يعملون في المطار عن مكان هذا المكتب، وقد تجدهم لا يدرون أين يقع بالتحديد، وعليه فإنّ المسافر يتكبّد عناء السفر وعناء معرفة بعض الأماكن، فقد يكون قادماً من وجهة بعيدة، ولا يعرف أين يذهب أو يراجع من، لعدم وجود اللوحة التي تدل عليه، ويهدر ساعات يحتاجها لقضاء حوائج أخرى.
الأمر الآخر هو ارتفاع سعر الوجبات، فأغلب المطاعم توفّر وجبات قد تكون خارج المطار بسعر مناسب، ولكن داخل المطار يكون سعرها مرتفعاً جدا، وقد لا يستطيع الجميع توفير هذا المبلغ وخاصة انّهم كما قلنا آنفاً على سفر، فكل فلس معدود في السفر، وعليه يجدر بإدارة المطار مراقبة أسعار الوجبات، بما يناسب الجميع، حتى لا نظلم أحداً أو نقسو على أحد قد يكون «جوعان» جداً جداً، ولا يأكل بسبب الأسعار الخيالية للوجبات.
أما النقطة الثالثة فهي التلوّث الذي يُحيط بالأماكن المخصّصة للمدخّنين، اذ إنّ تحديد مكان للتدخين مهم جدّا، ولكن هناك اشتراطات لوجود هذا النوع من الأماكن، من بينها وجود جهاز يشفط الدخّان، ويجدّد الهواء في الغرفة، كذلك تنظيف المكان بين حين وآخر، وقد لوحظ بأنّ هناك عدداً من المدخّنين يخرجون من الغرفة وهم يكحّون بقوّة، جرّاء الاختناق بالدّخان المتناثر في أرجاء الأماكن المخصّصة للمدخّنين، وسواء كنّا ضد المدخّنين أو لم نكن، كظاهرة حضارية، فهذه الأماكن لابد أن تولى اهتماماً خاصاً من قبل القائمين على المطار.
ونحن اليوم نساند قطر في حدثها المهم الذي سيتم في 2022م لابد لنا مساندتها في بعض العقبات التي قد تُعيق نجاح الفيفا، وقد تؤثّر على القرار الدولي، وان كانت هذه الأمور بسيطة يجب ألاّ يستهان بها.
وليعلم الجميع بأنّ هذا الحدث ليس خاصاً بدولة قطر فقط، بل نجاحه سيؤثّر على دول مجلس التعاون بشكل عام، وسيعطي نتائج اقتصادية مبهرة في يوم من الأيام، فلنسعى الى مساندة هذه الدولة الشقيقة على جميع الأصعدة، وان كانت في نقد بنّاء يساعدها في الازدهار أكثر وأكثر
إقرأ أيضا لـ "مريم الشروقي"العدد 3158 - السبت 30 أبريل 2011م الموافق 27 جمادى الأولى 1432هـ