لن أرحل مهما كلف الأمر، ومهما كانت التضحيات، وسأقاتل حتى آخر جندي.
لقد ولى زمن الانقلابات العسكرية، وبدأ عصر الديمقراطية والدستور وتداول السلطة سلمياً عبر صناديق الاقتراع. كان آخر انقلاب قبل ثلاثين أو أربعين سنة، وهؤلاء الفوضويون يريدون أن يعيدونا إلى زمن الانقلابات، وأنا لن أسمح لهم بإرجاع البلد إلى العصور الوسطى.
إنني متمسكٌ بالديمقراطية والدستور، صحيح إنني جئت من الجيش في 1977، ولكنني صحّحت وضعي القانوني فأجريت انتخاباً اختارني فيه الشعب رئيساً. وقمت مرةً أخرى بإجراء انتخابات رئاسية فجدّد لي الشعب مرة أخرى. وعندما قررت أن أتنحى قبل خمس سنوات، وأعلنت للشعب ذلك، نزلت الجماهير الغاضبة في مختلف المحافظات تطالبني بالبقاء، فاضطررت نزولاً عند رغبة الشعب، أن أتراجع عن قراري بعدم الترشح، لأستمر في تحمل المسئولية وقيادة البلاد نحو آفاق التقدم والتطور والازدهار، بما يضعها في مصاف الدول الصناعية المتقدمة.
نعم، ليكن واضحاً وضوح الشمس في قارعة الليل أو قارعة النهار، إنني لن أتنحى، وليفهم الانقلابيون أنه لا مجال لتسليم السلطة إلا عبر صناديق الاقتراع. لقد قلت ذلك مئة ألف مرة خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة، وكنت أكرّره كل يوم في خطاباتي ومقابلاتي اليومية مع الفضائيات وأمام الميكروفونات، وفي خطبي الأسبوعية بميدان السبعين، ولكن يبدو أن الانقلابيين لا يريدون أن يفهموا! لن أرحل! لن أرحل إلا إذا سمح لي الشعب والدستور!
الاتحاد الأوروبي يتكلّمون عن تسليم السلطة! والولايات المتحدة تقول لابد من التفكير في التنحي. هل هذا كلام مقبول؟ ألا يعلمون أن ذلك مخالفة صريحة للدستور؟ كيف يطالبوننا بمخالفة الدستور؟ وكيف يسمحون لأنفسهم بالتدخل في شئوننا الداخلية؟ هل تدخلنا نحن في شئونهم الداخلية أو طالبناهم بمخالفة دساتيرهم؟ وهل طالبت أنا شخصياً بتنحي ميتران أو بلير أو بوش أو حتى جيمي كارتر؟ فلماذا يطالبونني بالتنحي؟ ألا يعلمون أنني رئيس منتخب مثلهم، وتنتهي ولايتي في 2013؟ فكيف يسمحون لأنفسهم بمطالبتي بالرحيل؟
إن القادة والزعماء في أوروبا وأميركا أغبياء. كيف يطالبونني بالتنحي؟ وإذا تنحيت فإلى من أسلّم السلطة؟ هل يريدون أن أسلّمها لـ «القاعدة»؟ أم للحوثيين؟ أم للحزب الاشتراكي والشيوعيين؟ أم لما يُسمّى باللقاء المشـ... المشتـ... المشترك؟ هل يعرفون من هم أحزاب اللقاء المشترك؟ مجموعة من المنافقين والكذابين والفوضويين والحسودين والانقلابيين. هل يمكن أن أسلمهم السلطة؟ كلهم يسعون لتدمير ما تحقق من منجزات والانقلاب على القانون والشرعية الدستورية.
لسنا ضد التغيير، كلنا مع التغيير. التغيير سنّة الحياة، ومن لا يتغير فهو حـ.... لكن بالأسلوب السلمي الديمقراطي، وفي إطار الدستور واحترام إرادة الجماهير التي منحتني ثقتها الكاملة التي أعتز بها، والتي لن أفرّط فيها أبداً حتى آخر يوم في حياتي.
إنني أعاهد الله والجماهير، أن أتمسّك بالدستور، وأحافظ على الشرعية الدستورية حتى آخر قطرة من دمي، وأن أقاتل بيت بيت، شبر شبر، دار دار. زنقة زنقة. لن أرحل. إلى الأمام. ثورة
إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"العدد 3155 - الأربعاء 27 أبريل 2011م الموافق 24 جمادى الأولى 1432هـ