كلُّ فكر لا يلتفت إلى الإنسان يكون مشغولاً بنفسه، أو متآمراً عليه. وفي المحصلة؛ فإنَّ الذي يقف وراءه خارج الإنسان وقيمته.
***
الأفكار اليوم لا تصنعها السياسة. الخديعة ليست فكراً. إنَّها فِخاخ. ومتى كانت الفِخاخ فكراً؟!
والذين يعوّلون على إنتاج الأفكار في مطابخ ودهاليز السياسة كمن يعوّل على التحليق براجمة صواريخ!
***
لا فكر يمكن أن يكون مؤثراً وهو يتحدث عن الذين رعوا صناعة اللحظة؛ فيما الذين يصنعون المستقبل خارج الرصد والتأريخ.
***
الأفكار مثل الأرحام. ثمَّة من يصِلها وثمة من يقطعها ويتنكّر لها، والذين يتنكّرون لها هم بعض صانعيها.
***
لا فكر يمكن له أن يثير ما عداه ما لم يملك رؤيته الخالصة من طبيعة مجتمع وبيئة ومحيط يتوخى النهوض به، والأخذ بيده إلى آفاق أرحب، ومدى لا حواجز وموانع تعترضه.
***
وثمة فكرٌ اليوم يعْمَد إلى إنشاء وتدشين منافي بالجملة. الفكر الذي لا يملك بوصلته في تلمس مآزق ومشكلات وخلل وتدهور وتراجع الأمة التي يعيش في محيطها، هو فكر يعمد في نهاية المطاف - بعد تدشين تلك المنافي - إلى تعميقها وتكريسها.
***
ثمَّة فكر للإهانة اليوم. كلُّ فكر يتغافل أو يغفل طبيعة الخلل، ويعمد إلى مواراته، وأحياناً تجميله، هو في حقيقته فكر إهانةٍ لأمة بأسرها. إهانة، بالقفز على مآزقها واختلالاتها والتجاوزات التي تكتنفها.
***
لا فكر يمكن أن يكون خالصاً في مناهجه وتوجهه وقيمه ما لم يكن خارج سلطة وأسوار الرقابة. ما بعد ذلك، يصبح الكلام عن فكر ضرباً من اللعب بـ «البيضة والحجَر»!
***
الفكر لا يكون ماضوياً إلا بقِصر رؤيته ونظره. يرى ما دون قشر الظواهر والحالات والمشكلات. يرى ما دون قدمه. وبالتالي لا يمكن له أن يكون مستشرفاً، كاشفاً، متوغلاً، قارئاً لما بعد تلك الظواهر والحالات والمشكلات، عدا ما يحياه ويعاصره، ما لم يكن مؤسَساً على تصور الغد، وعدم الارتهان إلى الحاضر، والانشداد على نحو مرّضي إلى الماضي
إقرأ أيضا لـ "جعفر الجمري"العدد 3155 - الأربعاء 27 أبريل 2011م الموافق 24 جمادى الأولى 1432هـ