العدد 3154 - الثلثاء 26 أبريل 2011م الموافق 23 جمادى الأولى 1432هـ

الجامعة العربية... البيان الأول للثورة

قاسم حسين Kassim.Hussain [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

في بيان مفاجئ هو الأول من نوعه، طالبت جامعة الدول العربية الحكومات العربية باحترام إرادة الشعوب ومنحها حق تقرير المصير، واحترام حقها في التظاهر للتعبير عن رفضها لأيِّ أسلوب غير رشيد من جانب الحكام.

البيان صدر مساء الإثنين، موقّعاً باسم الأمين العام للجامعة العربية، عمرو موسى، الذي لم يتردّد في مطالبة الحكومات والأنظمة العربية الالتزام بالإصلاح الحقيقي والإسراع في تنفيذ البرامج المتعلقة بذلك، والتي أوصت بها الجامعة قبل سنوات مديدة، ولكن لم تلقَ حينها آذاناً صاغية، فظلّت معلقةً على رفوف الإهمال والنسيان.

عمرو موسى دعا أيضاً إلى وقف استخدام العنف ضد المتظاهرين فوراً ودون تأخير، فلا يصح قتل المتظاهرين الذين يطالبون بالحرية والمساواة ومحاربة الفساد في عصر الحريات والديمقراطيات والتواصل الاجتماعي عبر الفيسبوك.

موسى دعا أيضاً إلى «حقن الدماء الذكية (يبدو المقصود الزكية) التي تتحمّل مسئوليتها السلطات العربية التي لم تقرأ الموقف بعد من المنظور الصحيح، فإن مقاومة حركة التحرير هذه رهانٌ خاسر». فعمرو موسى يدعو إلى قراءة للموقف من منظور صحيح، ويرى أن مقاومة حركة التحرير رهان خاسر.

البيان يُعتبر ثورياً إذا أخذنا بالاعتبار تاريخ الجامعة في الدفاع عن الأوضاع العربية القائمة منذ تأسيسها منتصف الأربعينيات. فهو يذهب إلى القول بأن «مطالبة الشعوب بالحرية والديمقراطية، مطالب تستحق التحية، وليس إطلاق الرصاص على صدور المطالبين بها... أو سجنهم والتنكيل بهم».

ويقترب البيان من لغة شباب الثورة في عدد من العواصم العربية، بالقول إن «ما حدث في مصر وتونس، وما يجري في سورية واليمن وغيرهما من بلاد العرب، مؤشرٌ على عهد عربي جديد، وروح متوثبة يقودها الشباب المتطلع إلى حاضر أفضل ومستقبل أوسع أفقاً ورحابة».

أبعد من ذلك، الأمانة العامة بالجامعة تفكّر حالياً بعرض «الموقف الخطير» الجاري على مجلس وزراء الخارجية، الذي يجري الآن تقديم موعده «لاتخاذ الموقف اللازم إزاء الأزمة الخطيرة المتصاعدة بين الشعوب والحكومات في العالم العربي». وهي سابقةٌ لا يمكن التكهن بنتائجها وعواقبها، لأنها تحدث لأول مرة في التاريخ.

العارفون بأوضاع الجامعة وتاريخ أمينها العام وتقلباته، يقولون إنه إنما يمهد الطريق لنفسه بهذه اللغة الثورية من أجل الوصول إلى كرسي الرئاسة في مصر، عن طريق دغدغة مشاعر الشعب المصري الذي يمر بحالة ثورية جديدة ستسهم في تغيير وجه المنطقة.

المتحدّث الرسمي باسم الجامعة دخل أيضاً على خط الثورة، فصرّح بأن الأمانة العامة تتابع بـ «قلق شديد» التطورات الجارية في عدد متزايد من المدن العربية، والتي تؤكّد تصاعد الرغبة الشعبية في العالم العربي لإحداث تغيير وتحديث لمجتمعاتها، وعلى رأسها تأكيد حق حرية التعبير، وإنهاء سياسات القهر والتحرك نحو الديمقراطية والإصلاح».

مثل هذه اللغة الصريحة، من المتوقّع أن تثير الكثير من الخلافات والاعتراضات من قبل الدول الأعضاء بالجامعة العربية، ولا يستبعد بعض العارفين بالشئون السياسية في المنطقة، أن تتلوها خطواتٌ عقابيةٌ وحصار مالي لإضعافها، والحدّ من طول لسانها، وسوء استغلالها لحرية التعبير

إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"

العدد 3154 - الثلثاء 26 أبريل 2011م الموافق 23 جمادى الأولى 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً