العدد 1302 - الخميس 30 مارس 2006م الموافق 29 صفر 1427هـ

السلوك الديمغرافي على الانترنت

عبيدلي العبيدلي Ubaydli.Alubaydli [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

رويدا رويدا تكسب الانترنت موقعاً جديداً في المجتمع التقليدي أو التخيلي، أو تشق قناة جديدة تفتح آفاقاً للمتعة أو للعمل. واليوم أصبحت متعة الإبحار على صفحات الويب أحد أكثر الأنشطة انتشارا وشعبية بالنسبة لمستخدمي الانترنت في الولايات المتحدة. تستحوذ هذه المتعة على ما يربو من 30 في المئة من مستخدمي الانترنت الأميركان الذين يلجأون إليها على مدار الساعة من دون تمييز ليوم على آخر لغرض المتعة أو قتل الوقت.

وهذا ما يجعل مسألة الإبحار أحد أكثر الأنشطة انتشاراً وشعبية في الولايات المتحدة. وتشير دراسة (انظر الجدول المرفق) أجرتها مؤسسة Pew Internet & American Life Project إلى أن الجلوس إلى الحاسوب من أجل الإبحار على مواقع الانترنت أصبح يكتسب شعبية متزايدة في صفوف رواد الشبكة العنكبوتية العالمية (الويب). وبدلاً من التسكع في الشوارع من أجل المتعة أو قتل الوقت، بات الناس يتجولون في طرقات المعلومات السريعة، ومن أجل الترفيه فحسب، ويتنقلون من موقع إلى آخر حسبما ترشدهم إليه نتائج بحث إحدى محركات البحث مثل غوغل والياهو أو حتى إم إس إن... إلخ، أو وفقاً لعناوين مختارة لمواقع خزنوها في ملفاتهم المفضلة.

وبالمقارنة مع عمليات البحث والولوج للانترنت الأخرى، يأتي الإبحار لغرض المتعة فحسب مباشرة، في شعبية الاستخدام، بعد عمليات إرسال وتلقي الخطابات عبر البريد الإلكتروني، الذين تصل نسبتهم بين مستخدمي الانترنت إلى 52 في المئة واستخدام محركات البحث 38 في المئة من مستخدمي الانترنت يقومون بهذا الأمر كل يوم. ولكل ذلك علاقة افتراضية تتمثل في كيفية الحصول على الأخبار من الانترنت (31 في المئة من مستخدمي الانترنت يقومون بهذا الأمر كل يوم).

وبالمقارنة مع الأرقام الإجمالية، فان هذه التطورات مثيرة للدهشة لأنها تمثل زيادة مهمة في عدد الأشخاص الذين يلجأون للانترنت يومياً فقط لغرض اللهو واللعب لا غير. وفي إحصائية تعود إلى نوفمبر/ تشرين الثاني 2005، فان هناك قرابة 25 مليون شخص أبحروا على صفحات الانترنت في أي يوم من أيام دون أي اختيار ليوم محدد، ولأجل اللهو واللعب لا غير. وفي إحصائية Pew Internet & American Life Project فان ذلك الرقم ارتفع ليصل إلى قرابة 40 مليوناً.

وسعت الشركة الأميركية Pew Internet & American Life Project من أجل الخروج باستنتاج محدد بشأن أشكال وأهداف الإبحار على الويب. وعند سؤال عينة من مستخدمي الانترنت «هل تلجأون دوما للانترنت من دون أي سبب من الأسباب، وهل تقومون بذلك لمجرد اللهو أو لقتل الوقت؟».

وعن ذلك أجاب ثلثا العينة المختارة للدراسة، أجاب 66 في المئة منها بـ «نعم» عن هذا السؤال. ويشار إلى أن هذه النسبة ظلت مستقرة منذ العام 2000.

ومن أجل التحقق من سلامة معايير الاستفتاء الذي قامت به Pew Internet & American Life Project طرحت اللجنة القيمة على الدراسة سؤالاً بشأن استمرارية إبحارهم على الانترنت موجهة إليهم سؤالاً محدداً إن كانوا أبحروا «في اليوم الذي سبق تلقيهم استمارة هذا المسح» على الانترنت، قاصدين بذلك اليوم الذي سبق سؤال الشخص المعني. وبعد التيقن من قيامهم بذلك، تلقوا سؤالاً آخر هو: «هل استخدمت الانترنت لغرض معين تحديدا البارحة، أم للهو وقتل الوقت؟» ووجدت الدراسة في الحالة أن 30 في المئة كانت إجابتهم «نعم». واعتبرت تلك النسبة تعبيراً عن النسبة على الانترنت بشكل عام. ذلك يعني أن 30 في المئة من مستخدمي الانترنت يبحرون فقط لغرض اللهو في أي يوم عادي في ديسمبر/ كانون الأول 2005.

من الذي يبحر على الويب لغرض المتعة؟

وطالما كانت الدراسة تخاطب المواطن الأميركي، فقد أولى المسح مسألة العرق شيئا من الاهتمام، في البدايات الأولى للانترنت، كان الشبان ذوو البشرة البيضاء في الولايات المتحدة هم أكثر المستخدمين إبحارا على صفحات الويب فقط لغرض الإبحار وليس لهدف معين آخر في أذهانهم أو سبب محدد آخر. ولايزال الوضع على ما كان عليه، أن الشباب الذكور، بغض النظر عن لون بشرتهم، لايزالون هم أكثر الناس احتمالا بالإبحار لمجرد الإبحار.

أما على مستوى الجندر، فعلى رغم أن ما تقوله الأرقام هو أن الرجال والنساء عرفوا، على قدم المساواة، هواية الإبحار على الويب من أجل المتعة، فإن الرجال، وإلى حد بعيد، قطعوا شوطا أبعد من النساء في هذا الصدد خلال الأيام الاعتيادية. وعلى رغم أن نسبة الجنسين قد ارتفعت خلال الفترة من 2004 - 2005، فإن نسبة الرجال كانت هي الأعلى إذ قفزت من 24 في المئة إلى 34 في المئة نجدها عند النساء قد ارتفعت من 19 في المئة إلى 26 في المئة فقط.

وبالنسبة إلى الفئة العمرية، فإن الإبحار على الويب يستقطب الفئة الشبابية أكثر من سواها.

نمو المحتوى على الويب

لا يختلف اثنان على أن كمية المحتوى إلى جانب أمور أخرى نقوم بها على الويب، هي في تنامٍ مستمر على نحو سريع وبخطوات واسعة. ونورد أدناه بعضا منها:

× ارتفع عدد الصفحات التي قام محرك غوغل بمعالجتها وفهرستها، بما يزيد على 1000 ضعف منذ تدشين الموقع في العام 1998.

× قفز عدد مواقع الويب من 17 مليون موقع في منتصف العام 2000 إلى 65 مليوناً في منتصف العام 2005.

× ارتفع عدد النطاقات المسجلة من 93 مليون نطاق في أغسطس/ آب 2000 إلى 350 مليون نطاق في يوليو/ تموز 2005.

هذ المسح الأولي للسلوك الديمغرافي لمستخدمي الانترنت يساعد صناع القرار في مؤسسات توفير الحلول ذات العلاقة بالانترنت على تصميم تلك الحلول والمنتجات أو الخدمات المنبثقة عنها بما يتلاءم واتجاه سلوك أولئك المستخدمين ومتطلبات الخدمات التي يحتاجونها. ووفقاً لعلاقة التأثير المتبادلة هذه حققت الانترنت القفزات التي شاهدناها منذ منتصف الثمانينات ولاتزال حتى

إقرأ أيضا لـ "عبيدلي العبيدلي"

العدد 1302 - الخميس 30 مارس 2006م الموافق 29 صفر 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً