حملت المباراة النهائية لدوري كأس خليفة بن سلمان لكرة القدم بين المحرق والأهلي عدة وقفات يجب التوقف عندها بعدما عايشنا أجواء هذه المباراة وما شهدته من مجريات وحوادث فضلا عن أصداء المباراة التي مازالت تتردد اليوم في الساحة الرياضية المحلية.
الوقفة الأولى: يجب إلا نبخس ونقلل من جدارة فوز المحرق بطولة الدوري بصرف النظر عن الظروف التي صاحبت المباراة فهو استطاع تثبيت مكانته البطولية على رغم الصعوبات وتغير وجهه الفني الموسم الجاري وان «شخصية وروح البطل» كان لها دور كبير في حسم النهائي.
الوقفة الثانية: لم يحسن الاتحاد البحريني لكرة القدم التعامل في الإعداد والتنظيم للمباراة النهائية التي شهدت نهاية مثيرة قد لا تتكرر كثيرا في ملاعبنا الكروية وفي سوء التنظيم لا جديد بعدما اعتدنا على ذلك، لكن المصيبة كانت في عدم قراءة الأمور وظروف المباراة النهائية جيدا والتي كان يفترض من اتحاد الكرة الاستعانة بطاقم تحكيم من خارج البحرين تفاديا للحساسية والضغوطات التي أحيطت بصراع المنافسة ورفض طرفين في المنافسة «الأهلي والرفاع» تعيين طاقم تحكيم من خارج البحرين خصوصا أننا نعاني من قلة عدد الحكام الدوليين البحرينيين حاليا.
وأقولها بصراحة إن الاعتراض على التحكيم كان سيحدث بصورة أكبر حتى لو انتهت بالتعادل وانتقلت البطولة للرفاع لأنه كانت هناك حال عدم رضا من المحرق على بعض قرارات الحكم وأحد مساعديه من خلال رفع راية التسلل عدة مرات أثارت معها جدلا، وهنا نتساءل عما إذا كان هناك مراقب فعلي للمباراة ليتخذ قرار استبدال الحكم جعفر الخباز مع بديله زكريا إبراهيم والذي كان الأجدى أن يكون الاستبدال لحظة إصابة الخباز بداية الشوط وليس الانتظار للوقت بدل الضائع وهو ما وضع «البديل زكريا» في موقف حرج عند دخوله لقيادة المباراة وسط لحظات مشحونة ومتوترة!
الوقفة الثالثة: الحوادث المؤسفة التي بدرت من أعداد من الجماهير الأهلاوية التي اقتحمت ارض الملعب بعد المباراة هي تصرفات مرفوضة وليست مبررة مهما كانت حال الغضب التي كانوا عليها جراء القرارات التحكيمية.
وفي هذا الصدد نطالب اتحاد كرة القدم من خلال لجنة الانضباط أن يتعامل في محاسبته لحوادث المباراة بروية وتعقل وفق اللوائح وبعيدا عن أية مؤثرات وضغوطات من خارج الاتحاد لكي تخرج العقوبات المتخذة في إطار عقلاني وقانوني.
الوقفة الرابعة: خسارة فريق الأهلي يجب أن تقرأ جيدا من قبل الأهلاوية وعدم اختصارها في «الإطار التحكيمي» لأن الفريق الأهلاوي لم يظهر لنا بوجه الفريق القادم للبطولة ولم يستثمر تقدمه بهدف في الشوط الأول وما شكله من ضغط نفسي على المحرق واكتفى بالدفاع لدرجة أن الفريق لم يحصل على ركلة ركنية واحدة طيلة المباراة النهائية!
وما توقعناه حصل في الانهيار البدني واللياقي للاعبي الأهلي في الشوط الثاني وذلك يعود إلى فترة التوقف الطويلة للفريق عن المباريات الرسمية وكان يفترض أن يكون للنادي الأهلي موقف مسبق بالاعتراض لأن ذلك الوضع متوقعا بدلا من الانتظار لما بعد المباراة ووقوع الفأس في الرأس الأهلاوية.
إن الفريق الأهلاوي الكروي يحتاج إلى إعادة ترتيب في أوراقة الإدارية والفنية والمعنوية ليعود بطلا على رغم تحسن وضعه التنافسي الموسم الجاري عما كان عليه الموسم الماضي
إقرأ أيضا لـ "عبدالرسول حسين"العدد 2459 - السبت 30 مايو 2009م الموافق 05 جمادى الآخرة 1430هـ