توقع رئيس تحرير صحيفة «الرأي العام» السودانية كمال حسن بخيت أن لا تصدر عن القمة العربية التي بدأت أعمالها في الخرطوم أمس (الثلثاء) وتستمر ليومين، القرارات التي كان يتوقعها الشارع العربي لأن الكثير من الدول العربية تعرضت لضغوط أميركية وغربية شديدة ستؤدي إلى غياب بعض القادة العرب عن المشاركة فيها.
وقال بخيت إنه كان يتوقع أن تصدر القمة العربية لاءات جديدة تقول لا للتدخل الأجنبي في قضايا العرب ولا للفرقة والشتات وفي المقابل تقول نعم للتضامن والحوار العربي ونعم لمساندة الشعب الفلسطيني. وعلى رغم أننا نتوقع أن تصدر القمة قرارات ايجابية تؤكد الوقوف مع السودان بشأن أزمة دارفور لأن السودان يتعرض لمؤامرة دولية تستهدف محو هويته العربية. وقال رئيس تحرير «الرأي العام» إن الاجتماع الوزاري العربي نجح في إجازة مشروع إقامة مجلس السلم العربي وأجل للأسف تشكيل محكمة العدل العربية.
الصحافي العراقي المستقل صلاح النصراوي أوضح لـ «الوسط» أن «هناك أحساساً لدى العراقيين بأن الاخوة العرب تخلو عنهم في هذا الوقت العصيب، خصوصا أن العراق قدم للأمة العربية خلال التاريخ الحديث الكثير من التضحيات والمساهمات. وعبر وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري خلال الاجتماعات الوزارية بشكل دبلوماسي لبق عن هذا الإحساس، ولكن لو استمع القادة العرب لرأي المواطن العراقي العادي لشهدوا لغة أشد وأعنف. هناك إحساس داخل العراق بأن العرب أصبحوا يتعاملون مع الوضع العراقي من خلال شاشات التلفاز والمؤتمرات، كما أنهم يسعون للحصول على مكاسب وأرباح مادية من نفط وخيارات العراق بأرخص الأثمان، في حين يقدمون له السلع الرديئة». والملفت أنه فات الأوان لتقديم القمة العربية شيئاً مفيداً للعراق لكن هذا التجاهل لوضع العراق الخطير سيجلب الويلات والمخاطر للمنطقة، لأن العراق يقع في قلب المنطقة، وما يحدث فيه ستكون له نتائج مريعة لعموم المنطقة.
قمة الخرطوم ستخرج ببيان، كما هو متوقع يعكس التوازنات الهشة بين السياسات العربية لكنه لن يعالج الموضوع العراقي في جوهره، فهناك كلمات تقال لكن ليس هناك آليات لتنفيذ القرارات، وهذا الأمر يشابه طريقة التعامل العربية مع القضية الفلسطينية، إذ لم يستطع العرب أن يصلوا لحل يرجع الحق للفلسطينيين ويكتفون بإصدار البيانات والقرارات في حين يعمل الآخرون لتحقيق المكاسب على حساب الأمة
إقرأ أيضا لـ "ابراهيم خالد"العدد 1300 - الثلثاء 28 مارس 2006م الموافق 27 صفر 1427هـ