الحصول على ثقة الناخب من قبل المترشحين القادمين للانتخابات البلدية والنيابية هو أمر صعب جداً... ولكنه ليس مستحيلاً... أما محاولة استرجاع ثقة الناخب من قبل المترشحين القادمين والذين وافق على إعطائهم صوته في المرة السابقة، ثم خذلوه وتخلوا عن ترشيحاتهم لأي سبب من الأسباب... أو تحت أي ضغط من الضغوط... فهي مستحيلة.
في الانتخابات الماضية التي جرت قبل أربع سنوات... كان هناك بعض المترشحين لانتخابات المجالس البلدية، والنيابية على وجه الخصوص... أعلنوا عن ترشحهم ، ثم وضعوا أسماءهم على لائحة الإنتخابات، وذلك بعدما استشاروا عدداً لا يستهان به من حملة الأصوات في مناطقهم الانتخابية، وعرضوا عليهم برنامجهم الانتخابي... وبعد أن وثق فيهم الناخبون، وطمأنوهم بالتصويت لهم، انسحبوا من الانتخابات.
صحيحأن الانسحابات جاءت بعد التعرض لعدة ضغوط من جهات مختلفة أو لأسباب أخرى متعددة... وصحيح أيضاً أن بعض هذه الانسحابات لم يكن للمترشح أي خيار فيها... ولكن المؤكد أن الناخب الذي وضع ثقته في المترشح، وأعطاه وعوداً مؤكدة للتصويت له بعدما أعجب ببرنامجه الانتخابي، أصيب بالكثير من الإحباط وعدم الثقة في هذا المترشح الذي لم يلتزم بوعوده... وقرر الانسحاب عند أول عقبة صادفته... والآن... وبعد أن جائت مرحلة الانتخابات للفصول الانتخابية الثانية يطرح المنسحبون السابقون على أنفسهم عدة أسئلة قبل التفكير في خوض معترك الترشح من جديد... هل مازال الناخب يثق بنا؟... هل يعتقد الناخب بأننا نضع أصواتنا بداية لغرض في نفس يعقوب؟... هل نحن نستغل ثقة الناخب وتأييده فقط حتى نفرض تسويات تفيدنا شخصياً؟. هل نحن نستغل طيبة الناخب حتى نحصل على عطايا شخصية؟... هذه الأسئلة، وغيرها، تجعل الشخص المنسحب في المرة السابقة يحسب على أصابع الندم ألف مرة قبل أن يفكر حتى في البوح بنيته للترشح لأقرب الناس إليه... وهذه الأمور نحن نعرفها وننصح بها...في جلسة بنادي الخريجين كنت فيها مع أصدقاء قدامى ومعارف... في مساء يوم الأحد... طرح علي من قبل بعض الموجودين عدة أسئلة تتعلق بوضع بعض الناس أسماءهم في إعلانات الترشيح للمجالس النيابية، وذلك فقط حتى يضعوا ضغوطاً على جهات معينة... أو أشخاص معينين... وبقصد الحصول على مكاسب عينية، أو وظيفية، أو ماشابه... وعندما يحصلون على مبتغاهم، تراهم أما لاوجود لأسماء ترشحهم عندما تحين ساعة الجد، أو هم يعلنون انسحابهم بعد عدة أيام محسوبة من بداية الفترة الانتخابية.
كان تركيز الموجودين منصباً على قوى انتخابية... وقوى مجتمعية... وقوى حزبية... وقوى ضاغطة... وقوى متقبلة للضغط... وقوى رافضة للضغط... ومرة بالترغيب، ومرة بالترهيب... وممنوع، وغير ممنوع... ومرغوب فيه، وغير مرغوب فيه... ومدعوم، وغير مدعوم... وتدخلات من قبل أصحاب نفوذ... وتدخلات من قبل الجمعيات المدعومة... وتنازلات من قبل مترشحين إلى آخرين... وتربيطات، وتهديدات... وبعد كل هذا الكلام الذي لم يكن لي فيه أي دور، طلب مني الحضور إعطاء رأيي في الموضوع.
جوابي لهم كان محدداً... وصريحاً جداً... وهو أن الإنسان (رجلاً أو امرأة) والذي تنطبق عليه جميع الشروط المطلوبة في المترشح بحسب دستور مملكة البحرين... والموقع عليه من قبل جلالة الملك حمد بن عيسى بن سلمان آل خليفة المعظم ملك مملكة البحرين... ويجد في نفسه الكفاءة التي تمكنه من خوض معترك الانتخابات... ثم يتبنى مشروعاً انتخابياً خاصاً به يتمكن من تنفيذه إذا نجح في الانتخابات، ويحاول إقناع عدد لا بأس به من أصوات منطقته الانتخابية لدعمه... ثم يحس بأنه وجد الدعم المناسب منهم والذي يمكنه من إشهار خبر ترشحه للانتخابات... هذا الإنسان عليه أن يستمر ولا يتراجع تحت أي ظرف من الظروف... لأن الدستور يسنده... وأهل منطقته يسندونه... فإذا دخل في الانتخابات ونجح كان بها، وإذا لم ينجح لأي سبب من الأسباب فلا لوم عليه... ويبقى رأسه مرفوعاً... أما إذا كانت الهالة التي أحاط بها نفسه عندما أعلن عن ترشحة للانتخابات، هي فقط فقاعة صابونية يقصد فيها مآرب أخرى... فما هو الوجه الذي سيقابل فيه كل من وثق به1
إقرأ أيضا لـ "سلمان بن صقر آل خليفة"العدد 1300 - الثلثاء 28 مارس 2006م الموافق 27 صفر 1427هـ