العدد 1300 - الثلثاء 28 مارس 2006م الموافق 27 صفر 1427هـ

أوروبا واحة الجمال والإبداع والتنمية

سيد ضياء الموسوي comments [at] alwasatnews.com

شهدت هنا قاعة اللقاء الانساني في أوروبا التصفيق للبحرين إذ أصبحت واحة لتلاقي الاديان. كان الحضور مليئاً بالشخصيات المتنوعة والمفكرين من مسلمين واعلاميين وفنانين ومسيحيين من انحاء متفرقة من العالم العربي وأوروبا واميركا. قدمت فيها ورقة القيتها على الجمع، إذ كان الكثير يسألني عن اوضاع الحريات الدينية في البحرين وخصوصاً المسيحيين. تحدثت بصراحة وقلت لهم: نحن في البحرين نعيش ومنذ أمد بعيد تعايشاً جميلاً مع كل الديانات ولا نحمل عقدة في ذلك. قلت لهم لعلكم تتعجبون عندما اقول لكم: إن الكنيسة في البحرين بنيت قبل مئة عام وهي الكنيسة الانجيلية وتم الاحتفال بهذه الذكرى الجميلة في فندق الخليج حديثاً وحضره مواطنون بحرينيون وعلماء دين وقساوسة وتلاقوا بمحبة لهذه الذكرى التاريخية التي تنشط الذاكرة البحرينية بتاريخ بحريني موشى بالوان الحب والإخاء والتاسمح. قلت أيضا: اذا كان هنا أو هناك في العالم العربي تضييق على المسيحيين فان البحرين كانت ومازلت واحة للحب لجميع الطوائف والاديان. لست عندي احصائية عن عدد العوائل المسيحية في البحرين من المواطنين، ولكن هناك من يقول إن عددهم 700عائلة تقريباً، وإذا صح ذلك يكون لكل مئة عائلة كنيسة إذ عندنا تقريبا 7 كنائس في البحرين. ونحن نفتخر في البحرين بذلك. لا يوجد أجمل من الحب والتسامح والاخاء الانساني واعطاء الحريات لكل الاديان بممارسة طقوسها. قلت لهم حتى الصحافة البحرينية على تنوعها مازالت جميعا تنشر لقاءات وتحقيقات عن اعياد المسيحيين. جئت هنا لاوصل لكم رسالة حب من المسلمين على قاعدة: سنقاتل الناس بالحب. ونحن في البحرين تم تعيين نائبة مسيحية في مجلس الشورى ومقعد أيضا لليهود، وهذه المسيحية تقلدت رئاسة مجلس الشورى في فترة من الفترات بسبب غياب النائب. هذه صورة جميلة للانفتاح السياسي في البحرين ولخطوات جلالة الملك لدعم حرية الاديان والحضور الجميل لان يكون الجميع ممثلين في هذا المجلس. نحن نفهم الاسلام أنه أرسل رحمة للعالمين وليس فقط للمسلمين «وما أرسلناك الا رحمة للعالمين» (الأنبياء: 107)، وكل أملنا ان يتم بناء الكنيسة للارثوذكس. نحن في البحرين لانحمل عقدة تجاه الاديان واي مواطن مسيحي. هم ابناؤنا ومحبونا ونعتز بهم ونفتخر بوجودهم ولهم لمسات وطنية في تأسيس الدولة المدنية الحديثة في البحرين. ان شعارنا هو: وهل الدين الا الحب كما علمنا الرسول (ص)والسيد المسيح (ع). جمالية الفكر ان يدعونا إلى صناعة الانسان ودولة الانسان، صناعة انسان كوني أممي في ظل دول مدنية ترتهن للمدنية لا الثيوقراطية في تقييم وطرح معاييرالمواطنة ان الوطن للجميع. الشعب البحريني يؤمن بالتسامح ومجتمعنا مجتمع يقدر الفن والموسيقى والجمال. ولغة التسامح حاضرة في خطابه واطروحاته والقرآن يعلمنا قاعدة ذهبية: «وكذلك جعلناكم امة وسطا» (البقرة: 143) «ونيسرك لليسرى» (الأعلى: 8). والخليفة عمر بن الخطاب (رض) عندما فتح القدس اعطى المسيحيين العهدة العمرية ولم يغلق كنائسهم. في تاريخ كربلاء انتصر للحسين راهب مسيحي وقام بحراسة رأس الحسين (ع) وعندنا مفكرون كتبوا في الحسين ما لم يكتبه المسلمون انفسهم كجرداق وكتاني وسلامة وبارا وعندنا في القرآن سورة كاملة عن مريم (ع) وسميت باسمها (سورة مريم) وهي تحمل دلالتين: تقدير القرآن للمرأة هذا أولاً وثانياً: لمريم (ع) بخلاف عدد كبير من المسلمين والمثقفين ممن مازالوا يقفون ضد تقلد المرأة المناصب العليا القيادية بحجج واهية وبقواعد تطبق خطأ من قبيل قاعدة «سذ الذرائع» ومازالوا ضد اعطاء حقوقها الطبيعية ويكثرون عليها التوزير أو رئاسة الحكومة أو ترأس البرلمان. سيأتي يوم - ان شاءالله - ولوفي المستقبل البعيد وتصبح المراة رئيسة للبرلمان ايضا. واملنا من الحكومة ان تجعل رئاسة الشورى - مستقبلا - لامرأة قديرة، لتثبت للعالم مدى قدرة المرأة البحرينية. بدأ في المملكة العربية السعودية اعطاء المرأة دورا أفضل من السابق ولو بشكل نسبي والامل يحدو الجميع ان تعطى المرأة الخليجية مساحة اوسع. حتى في القضاء فهناك عدد كبير من الفقهاء والعلماء يجوزون ذلك حتى ابن حزم لايرى بأسا في هذا الامر فلماذا لايتم تأهيل نساء بحرينيات لتقلد مناصب قضائية وشرعية ووفق الضوابط الاسلامية. سأطرح لاحقا مقالا للعلماء الذين يفتون بذلك. ختاما دعوني اقول لكم ان أوروبا هي افضل ارض في العالم يمارس فيها حقوق الانسان إذ للمواطن قيمة وللجمال والتنمية والتطور والتحضر قيمة كبرى. لقد شعرت ان هناك ارتياحا كبيرا لدى المؤتمرين عن التسامح في البحرين. بعد الانتهاء جاءني عدد كبير منهم متأثرا وشاكرا للبحرين لمواقفها الكبيرة مع الاديان والمرأة وتمنى الكثير منهم زيارة البحرين لتلمس هذا التسامح الديني عن قرب ووعدتهم بالاستضافة في البحرين ليرونها كما هي كعبة للحب والتسامح

إقرأ أيضا لـ "سيد ضياء الموسوي"

العدد 1300 - الثلثاء 28 مارس 2006م الموافق 27 صفر 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً