التأم شمل قادة العرب في قمتهم الثامنة عشرة في الخرطوم أمس، والتي تأتي ومنطقتنا تمر بمعنطف خطير، وتواجه سيلا من المشكلات والتحديات الجسام التي لا مناص من الهروب منها، إذ لا تراجع عن العمل الجماعي المشترك الذي يقود في نهاية المطاف الى الوحدة العربية في جميع المواقف والمجالات. فنحن نعيش اليوم في عصر التكتلات الدولية والإقليمية، فهناك الأمم المتحدة بمجلس أمنها الذي تهيمن عليه القوة الأحادية العظمى والتي تمسك الآن بجميع ملفات قمتنا هذه. وهناك الاتحاد الأوروبي، ومجموعة الثمان، والآسيان، ودول حوض الكاريبي... الخ. كل هذه الكيانات تعمل من أجل الشعوب وحلحلة مشكلاتها وهمومها.

بيد أن قممنا العربية وللأسف لم تحرز انجازات تذكر عبر السنين، فبمجرد اقتراب موعد انعقاد قمة ما يهتم الناس بمن سيشارك ومن سيغيب عنها ويحبس الناس انفاسم خشية أن لا يحدث شجار بين زعيم وآخر.وعلى عكسنا يجتمع زعماء الاتحاد الأوروبي مثلا كل ستة أشهر لينجزوا قضية ما، على رغم تباين لغاتهم التي تبلغ نحو 23 لغة، فما بالنا نحن أمة الإسلام التي تدين بدين واحد وتتحدث لغة واحدة ولديها كتاب منزل يحثها على العمل الوحدوي.

لم تنجز القمم السابقة شيئاً يذكر لغياب الاهتمام بالإصلاح والديمقراطية. فلكي تكون قرارات قادتنا مدعومة شعبيا يقتضي ذلك من الحكام حماية الحريات الأساسية لأن الشعوب المقهورة لا تصمد ولا تصبح ظهيرا وإنما يسهل استقطابها الى جانب العدو في أية مواجهة محتملة.

إن قمة الخرطوم يرجى منها الكثير، تنفيذ التعهد بالوقوف الى جانب الشعب الفلسطيني الذي حاصرته «اسرائيل» حتى في قوت يومه ناهيك عن عزل قادته المنتخبة، ووقف نزيف الدم في العراق والسعي لتحريره والحيلولة دون استمرار حربه الأهلية، ومنع التدخل الدولي في دارفور، ومكافحة التطرف الفكري بشتى أنواعه، وذلك بتجديد مطالبة الأمم المتحدة سن تشريعات تجرم إهانة الرموز الدينية. وهكذا نتطلع أن تنهض قرارات القمة بعالمنا العربي وتعمل على إظهار قوته والا سينكشف ضعفنا وهواننا على الأمم فتتمادى في إيذائنا وابتزازنا، خصوصا أن هذه المنطقة مستهدفة لما تزخر به من موارد وموقع استراتيجي