العدد 1300 - الثلثاء 28 مارس 2006م الموافق 27 صفر 1427هـ

أصدقاء «موت»!

عادل مرزوق Adel.Marzooq [at] alwasatnews.com

-

يقول مهندس الثقافة الأميركية صمويل هنتنغتون: «الإسلاميون المسلحون، المتدينون منهم والعلمانيون، يرون أميركا وشعبها ودينها وحضارتها أعداء للإسلام، والخيار الوحيد للأميركيين هو أن ينظروا لهؤلاء الإسلاميين المسلحين بأسلوب متشابه». ويضيف «إن الإسلاميين المسلحين يختلفون عن السوفيات في أنه لا توجد دولة واحدة تضمهم، كما أنهم لا يسعون لتقديم بديل سياسي واقتصادي عالمي للغرب كما فعل السوفيات، وذلك لأن هدفهم الأساسي هو تدمير الغرب فقط».

ثم يبدأ هنتنغتون بتوسيع تعريفه للعدو الإسلامي أكثر فأكثر، فيقول «إن المسلمين دخلوا في العقود الأخيرة حروبا طالت البروتستانت، والكاثوليك، ومسلمين آخرين، وهندوسا، ويهودا، وبوذيين، وصينيين، وإن المسلمين حاربوا في كوسوفا والبوسنة والشيشان وكشمير وفلسطين والفلبين، وإن مشاعرهم السلبية تجاه أميركا زادت في التسعينات بفظاعة».

لعله من الأفضل أن نسأل، أين، لم يتدخل المسلمون قتلاً ومحاربة وعنفاً. وعن أي مسرح دموي غابوا طوال الفترة الممتدة من الحرب العالمية الثانية حتى اليوم، وطبعاً للعرق النقي «العرب» مهمات التخطيط والتمويل، وعلى بقية التوابع مهام المراقبة والتنفيذ. عادة ما تنحصر مشاركة العرب في تنفيذ العمليات النوعية، التي غالباً ما تكون ذات وزن ثقيل، كتفجير مسجد على مصلين، أو اختطاف الأطفال في المدارس، وصولاً لمهام تقطيع الرؤوس، أو ضرب «واشنطن» معقل الكفر والإلحاد!

كل هذا باسم الجهاد، والمقاومة، وفي العراق تحديداً نجد أفضل مشاهد هذا الجهاد عبر ما يسمونه بـ «مقاومة المحتل» بينما أراه «إرهاب الشعب»، فحين تبقى القواعد الأميركية في مأمن عن أي استهداف، نجد أن «محطات النقل» و«المساجد» هي تمثيل صورة هذا المحتل! هذا هو «الجهاد الإسلامي» في أسمى مراتبه. أما من يتم عليهم «فعل القتل» فهم عاجزون إلا عن تكرار ما تعلموه في المساجد منذ نعومة أظفارهم وهو اتهام «الولايات المتحدة» بالإرهاب والتآمر!

الجهاد (المقاومة) التحرير مفردات متباعدة، إلا أن جميعها يحظى بقاسم مشترك واحد، ومتهم واحد هو «أميركا الشيطان الأكبر»! لكم نجحت الخمينية في إيران في أن تصنع من هذا الشعار وهماً إسلامياً لا حدود له! وكم يدفع المسالمون والحالمون بالحرية من ثمن جراء رواج هذه الأسطورة.

المسلمون في حقيقة الأمر أصبحوا خارج «المجتمع الدولي»، لا يرضيهم شيء، وليسوا على استعداد للقبول بأي تسويات ممكنة، ومنظومة الفقه المتغولة مازالت تبرع في تزويد المجموعات الإرهابية بما تحتاج من فتاوى وتنظير، لذلك، لابد لنا أن لا نعطي أحداً أي وسام شرف في التحليل السياسي، حين يتنبأ بأن المسلمين أعداء «حياة»، أو أصدقاء «موت»

إقرأ أيضا لـ "عادل مرزوق"

العدد 1300 - الثلثاء 28 مارس 2006م الموافق 27 صفر 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً