العدد 1299 - الإثنين 27 مارس 2006م الموافق 26 صفر 1427هـ

أجواء الدوحة الثقافية

ريم خليفة Reem.khalifa [at] alwasatnews.com

يعتبر تطوير البنية التحتية لإقامة مهرجانات ثقافية في عواصم دول منطقة الخليج خطوة إيجابية تصب في الصالح العام، بل ويحفز على خلق أجواء مختلفة عما كان سابقاً، إذ كانت تركز على برامج الاحتفالات بالعيد الوطني وما شابه ذلك.

ولعل «ربيع الثقافة» في المنامة استطاع أن ينقلنا إلى مثل هذه الأجواء التي تشهدها عواصم الدول الكبرى بينما في الدوحة فإن مهرجانها الثقافي الخامس، حيث تلتقي الثقافات والشعوب مع بعضها فقد جاء هو الآخر مقدما جديداً في الساحة الثقافية على مستوى عروض دور الأوبرا في أوروبا وأيضاً عروض الاستعراض الفلكلوري الراقص وغيره من الندوات والمعارض التي شكلت نموذجاً مختلفاً في أسلوب العرض والطرح كمجموعة لوحات المستشرقين الخاصة بقطر.

إن استقطاب الفرق والعروض العالمية وغيرها هو أسلوب يخطو على الطريق الصحيح، بل ويساعد على خلق قاعدة متنامية يبدأ فيها أهالي منطقة الخليج تحديداً في البدء بالتعاطي مع التذوق لفنون وثقافات العالم، حيث جميل أن تجتمع جميعها في وقت يسود جو الربيع المنطقة، حيث الطقس الجميل الموازية له برامج ترفيهية رائعة.

إن هذه الأجواء التي تعيشها المنطقة تعبر عن توجه جاد نحو الثقافة ضمن برامج الإصلاح السياسية والاقتصادية، وذلك عبر استقطاب مشروعات كبيرة تواكبها برامج ثقافية ذات مستوى تسعى إلى رفع مستوى الذوق العام ونشر الوعي الكافي عن صنوف الفن المختلفة.

أيضاً التعريف عن ثقافة وتاريخ أهل الخليج وإعادة إحيائه من خلال أعمال مسرحية وأخرى ابداعية مثل أوبريت «مي وغيلان» التي تروي حكاية تراثية قطرية قديمة دارت وقائعها في خور المهاندة «مدينة الخور» على الساحل الشرقي من قطر، إذ كان هناك رجل يدعى «غيلان» يملك عدداً من سفن الغوص وفي تلك الأيام كانت وسيلة الإبحار إلى مغاصات اللؤلؤ هي التجديف.

وظل «غيلان» يعمل من دون منازع حتى ظهر منافس قوي يتمثل في «مي» وهي امرأة ورثت المعرفة بالبحر واللؤلؤ من والدها، وكانت تتصف بالشجاعة ولديها سفن كثيرة ورجال أشداء لهم دراية بفنون البحر وأحواله. ضاق غيلان ذرعاً بمنافسة مي وتحديها له وتفوقها عليه، وذات يوم وهو جالس يفكر شاهد جرادة تطير أمامه فأمسكها وأخذ يفكر في مقدرتها على الطيران ومن هنا جاءته فكرة صنع شراع مثلث يحمله قبل غيره لمغاصات اللؤلؤ، وبذلك تفوق على «مي».

إن القصد من ذكر قصة الأوبريت هو أن هذه الحكاية تعبر عما تشهده دولة قطر حالياً من تطور ملحوظ وإنجازات في جميع المجالات، فعندما يقف غيلان فخوراً بما أنجر تتداخل الصورة مع صورة باخرة حديثة وقد رفع عليها علم دولة قطر، ويظهر الكورنيش والمباني والأبراج الحديثة.

وأخيراً فإن ربط تاريخ وتراث المنطقة مع باقة الثقافات الأخرى هو بادرة نأمل أن تستمر وتتطور مستقبلا

إقرأ أيضا لـ "ريم خليفة"

العدد 1299 - الإثنين 27 مارس 2006م الموافق 26 صفر 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً