ما بال أولئك الذين نصبوا انفسهم ولاة على الوطن، فهم من يعشقون الوطن وهم من يخافون عليه وهم من يضحون من أجله والآخرون لا شيء، أولئك الذين اعتقدوا ان خلاص الوطن من كل ازماته لن يكون الا من خلال اجندتهم فهم من يملك الحقيقة المطلقة والآخرون لا شيء.

كثرت في الآونة الاخيرة هذه النوعية من الشباب في الاوساط السياسية والعمالية والشبابية والطلابية أيضا، هذه النوعية التي تلغي الآخرين ولا تعتبر لهم اي اعتبار فلا مجال لديهم للوحدة بل الانفراد في علاج جميع القضايا التي تمس المواطنين جميعا بنظرتهم الخاصة من دون التفات لرؤى الآخرين فالآخرون لديهم لا شيء.

هذه النوعية موجودة بين الفئات الإسلامية والديمقراطية من دون استثناء وهي حال من حالات التطرف التي تقود في النهاية إلى الخراب، فكثير من المشروعات الشبابية المشتركة التي كان مصيرها الفشل بعد ان جمدت بسبب وجود هذه النوعية من الشباب الذين يرفضون رؤى الآخرين باعتبارهم هم من يملكون الخلاص، فعلى سبيل المثال عندما قدمت احدى الجمعيات الشبابية مقترحاً لتأسيس الاتحاد الطلابي ولقي تأييداً من معظم التجمعات الشبابية الأخرى، إلا ان ذلك اثار حفيظة إحدى الجمعيات التي ترفض رفض تام ان يأتي الحل لمسألة ما من قبل جمعية غيرها، ما جعلها ان تبذل كل ما في وسعها للقضاء على الرؤية المقدمة.

لم يكن هذا سوى مثال وهناك الكثير من المواقف التي تترجم افعال الكثيرين من جميع التوجهات، فلا يمكن استثناء أي تنظيم شبابي أو طلابي أو سياسي من وجود هذه النوعية من الشباب. ومن بين هذه التصرفات غير المسئولة يظهر الشباب الانتهازي الذي يستغل هذه الثغرات في كل تنظيم ليتسلق من خلالها على اكتاف الآخرين للوصول إلى المبتغى الذي يرتأونه وهذه النوعية بدأت تظهر بكثرة بين اوساط الشباب فحذارِ منها.

نتمنى أن تزول هذه النزعات وان يتحول الهمّ الشخصي إلى همّ وطني يتحد الجميع من اجل انفراجه، فالتلاقي موجود إن اردناه مهما كانت الاختلافات، ومع ادراكنا بخصوصية كل تنظيم إلا أن هناك قضايا مشتركة كثيرة فالوطن للجميع ووحدة الصفوف تقودنا لتحقيق النجاح