عشية انعقاد «قمة الخرطوم»، نطرح السؤال مجددا كما عشية كل قمة عربية، هل سنبقى مع قمم القرارات الإنشائية والخطب البلاغية التي تلتف حول الاستحقاقات المطلوب مواجهتها أو تمارس الهروب إلى الأمام، هل ستكون القمة موعدا آخر يضاف إلى المواعيد السابقة في دبلوماسية المناشدة والمطالبة؟! وربما لم يحدث أن اجتمعت القمة العربية ووطنها يغرق في مشكلاته من المحيط إلى الخليج كما يحدث الآن. كان الأمر يتعلق قبل ذلك بمشكلة في هذا الطرف العربي أو خلاف بين قطرين أو حتى كارثة بحجم هزيمة 67 أو غزو الكويت أو احتلال العراق، لكن الأمر الآن أشمل وأعمق، فلا يوجد قطر عربي بعيد عن دائرة الخطر. جل ما نتوقعه من القمة المطالبة من الآخر طبعاً، والإدانة والتحذير والدعوة للدراسة والمتابعة، فكأنما العرب هم مجرد أطراف مراقبة لما يجري على أرضهم وباسمهم في كثير من الأحيان. متناسين أن وطننا بات به نقاط اشتعال كثيرة ونيران كامنة هنا وهناك تهدد بمزيد من الصوملة، وهم يتعاملون مع هذا الوضع وكأنما الإطفائي من الخارج قادر أن يحاصر النيران ويمنع امتدادها إلى الجيران. هذا هو المشهد العام أمام القمة العربية التي تعقد في الخرطوم (العاصمة المنتظر أن تحترق خلال الأشهر المقبلة). فلا داع لجدول أعمال تقليدي مطول أو مختصر يمر عليه المؤتمرون بسرعة موزعين الدعم الكلامي على كل طرف في بنده الخاص. المطلوب أيها العرب قمة تطرح سؤالا واحدا: كيفية الخروج من هذه الأزمة التي تهدد الوجود والمصالح والمستقبل العربي ككل ولو في لحظات مختلفة وبأشكال مختلفة
إقرأ أيضا لـ "ايمان عباس"العدد 1298 - الأحد 26 مارس 2006م الموافق 25 صفر 1427هـ