في أمس الأول... وفي صحيفة «الوسط»... وعلى صفحة قضايا... كان هناك موضوع في حجم نصف صفحة تقريباً... كتبه المحامي والنائب البرلماني فريد غازي بصفته رئيس لجنة التحقيق البرلمانية التي شكلت لدراسة الأوضاع الإدارية والمالية لهيئة التأمينات الاجتماعية، وكذلك صندوق التقاعد...
الموضوع المكتوب من قبل المحامي والنائب البرلماني... يتحدث عن مشكلة كانت قد حصلت، واكتشفها، وعرفها هو، ثم سعى إلى تشكيل لجنة برلمانية متخصصة للتدقيق ومعرفة الأسباب، التي استعانت ببيوت خبرة اكتشفت لهم الكثير من التجاوزات، ثم خرجوا جميعاً بتوصيات وحلول استجابت لها الحكومة ونفذتها، ما أثمر عن حل جذري للمشكلة وعودة الدنانير المهاجرة إلى أعشاشها سالمة غانمة... كان هذا المختصر المفيد من النصف صفحة التي كتبها سعادة النائب استجابة لعدد كبير من قراء صحيفة «الوسط»... والله أرجو أن تعذرني يا سعادة النائب... فأنا لم أفهم من شرحك المطول شيئاً... أنت محامي شاطر ومتمرس ومتعود على صف الكلام المنمق والمثبت بالتواريخ والأرقام... وأنا إنسان على قد حالي ودقة قديمة ومتخرج من مدرسة حكومية... فرجاء شوي شوي... وحبة حبة على تفكيري المصدي... حتى يمكنني أن اتواصل معك في الشرح للمشكلة وحلولها الجذرية التي تقول أنت بأنك قد توصلت إليها من خلال لجنتك...
أنت تقول بأنك الآن قد وجدت نفسك أمام مسئولية تاريخية لبيان الحقائق من دون أي انحياز وبمنتهى المهنية وذلك احتراماً لوعدك الذي قدمته لقراء «الوسط»... وأنا أسألك هنا بكل احترام... ومن دون زعل رجاء:... إذا كنت قد قمت بعمل هز الشارع البحريني في حينه... وتوقع بعده الكثيرون (وأنا من ضمنهم) أن يأتي بنتائج كبيرة على مستوى الأمانة في المحافظة على أموال المتقاعدين وأسرهم... والأرامل واليتامى... ثم قمت (مع أفراد لجنتك) بطرح نتائج التحقيق في مجلس النواب... بطريقة مسرحية ذكرتني بعميد المسرح العربي يوسف وهبي... وقد تفاعل الشارع البحريني مع جميع جلسات المجلس الخاصة بالمناقشات في التقرير المقدم من لجنتك... السؤال الآن: ما هي المسئولية التاريخية في ذلك؟...
الذي شاهدناه جميعاً هو خطابات نارية من قبل جميع النواب... واتهامات بالجملة لجميع الموظفين الكبار سواء في الهيئتين والوزارتين المسئولتين عنهما، أو في باقي وزارات الحكومة التي ساعدت في ضياع الأموال التابعة للمتقاعدين وأسرهم، والموجودة بشكل أمانات واستثمارات في الهيئتين... وانقلب مجلس النواب إلى شمشون الجبار في مواجهته للحكومة، حتى ظننا أن هناك من سيحاكم، أو على أقل تقدير هناك رؤوس ستطير... يا سعادة النائب... ورئيس لجنة التحقيق... أنت تدعي وبالمستندات والوثائق... أن نسبة نجاح لجنة التحقيق هي 100 في المئة... وأنا أوافقك في الرأي وأبصم على ذلك بأصابع العشر... ولكن ما الذي تحقق من نتائج بعد ذلك؟... وما هي نسبة نجاح محاسبة المقصرين في المحافظة على أموال الناس؟... وما هي نسبة/ قيمة أموال التعويض العيني المرجع إلى الهيئتين قياساً إلى الأموال التي تم التلاعب بها؟... الربع مثلاً...
لقد ظن الشارع البحريني (من موظفي حكومة وقطاع عام وقطاع خاص) فيكم خيراً... كمسئولين أمام الله وأمامهم في محاسبة كل الذين أساءوا التصرف في أموالهم وأموال أولادهم... ولكن مع الأسف فإنه وبعد كل الجلسات النارية لمجلس النواب انتهى الموضوع بالقبلات والاحضان والطبطبات بين النواب ولجنتكم الموقرة من جهة، والحكومة ومسئولي الهيئتين المذكورتين من جهة أخرى... ويا دار ما دخلك شر...
اسمح لي يا سعادة النائب أن أبلغكم بأنني واحد من عشرات الآلاف من المتقاعدين الذين هم متذمرون من أداء لجنتكم الموقرة... ومتضايقون من النتائج النهائية التي أنتهت لها الأمور في مجلس النواب عند آخر يوم من عمل لجنتكم... وأنا نيابة عن جميع المتقاعدين أرى أن مقالكم المنشور يوم أمس الأول هو نوع من المرافعة التي حاولنا إدخالها في عقولنا بالقوة ولكننا لم نستطع... يمكن بسبب مشكلة لدينا... لا أعلم...
المقال كان يحتوي على العدد الكثير من أرقام بنود... وأرقام مواد قانونية... وأرقام مراسيم ملكية... وأرقام قرارات حكومية... وتواريخ ونسب مئوية... يعجز على المتقاعدين والمتضررين من اسلوب إدارة أموالهم في الهيئتين فهمه أو حتى استيعابه...
وهم الآن يسألون: هل تأكد جنابكم أن التجاوزات قد توقفت؟... أم أن الموظفين الحاليين يعيشون بنعيم في حارة كل من ايدو الو..
إقرأ أيضا لـ "سلمان بن صقر آل خليفة"العدد 1298 - الأحد 26 مارس 2006م الموافق 25 صفر 1427هـ