أجرت صحيفة «الوسط» في فترة سابقة إحصاءً بالإنتاجية التي حققها نوابنا الأفاضل مع نهاية دور الانعقاد الثالث، ويبدو أن بعضهم أحسّ بالخجل من عدم مشاركته ولو باقتراح برغبة، فيما البعض الآخر قدم اقتراحات إلا أنها جوبهت بالرفض، فتفتّق ذهنه وخياله بعد طول اختمار عن اقتراح بقانون يجرّم فيه عبدة الشيطان!

هذا المشروع «الهوليوودي» الذي فتح لنا صفحات وصفحات في الصحف «المتفرّغة» لنشر متابعات صحافية «غالبيتها منقوشة من الكتب» عن أصل هذه الجماعة ومنشئها وتاريخها، لترى في اليوم الثاني مانشيتات تتصدّر الصحف «عبدة الشيطان يغزون مجتمعاتنا... وامعتصماه... (واكرسيّاه!)»... باعتقادي إنه مشروع «يستاهل»، إذ من المؤمل بشكل كبير الاستجابة له من خلال إصدار قانون بتجريم الفئة الضالّة المضلّة المنحرفة «عبدة الشيطان» الذين يفسدون في الأرض، والذين بدأوا يغزون مجتمعاتنا غزواً مغولياً!

حقيقةً، إنني أرى في طرح هذا الموضوع بهذا الضجيج أمراً مبالغاً فيه، فهذه الجماعات التي يُدَّعى أنها تعبد الشيطان ما هي إلا جماعات شبابية مهجّنة وقليلة تريد التحلّل من بعض القيود الدينية، فتلجأ لبعض الممارسات الشاذة لا أكثر ولا أقل وهي مقتصرة على أبناء الطبقات المترفة، فلمَ إقامة الدنيا مع عدم السماح لها بالقعود، والحديث عن خطر قادم يتهدد بلاد المسلمين، أليس الأولى بنوابنا الأفاضل مناقشة المقترحات النافعة لجميع شرائح المجتمع لنستنقذ الجمهور الذي يبدو أنه يعاني من إحباط «مزمن» من جدوى نواب دخلوا البرلمان بالصدفة، أو نواب سيدخلونه بالتحشيد والدعم