العدد 1298 - الأحد 26 مارس 2006م الموافق 25 صفر 1427هـ

التقييم السنوي

علي نجيب ali.najeeb [at] alwasatnews.com

منوعات

سعيدون هم الطلبة بتلك الحصة التي يطرق فيها الباب وجه جديد عليهم، ويدخل بكل هدوء معلنا أن عليهم ملء استبانة تقييم المدرس الفصلي، فهي فرصة ذهبية بالنسبة إليهم لإضاعة جزء من وقت الحصة، أما الباقي فمتروك لحظ الطلبة في أستاذهم، فإن كان من النوع المتساهل فسيضمن الطلبة عدم إكمال المحاضرة وسينعمون بدقائق راحة إضافية بين المحاضرات، وإن كان من النوع الملتزم الشديد، فسيجدونه واقفا بالقرب من الباب ينتظر خروج هذا الضيف المزعج في أسرع فرصة ليكمل محاضرته، عوضا عن أن بعض الطلبة يجدون في هذا التقييم فرصة لـ «تطليع الحرة» والبعض يجد موهبته على ورقة التقييم برسم زخارف ورسومات تعبر عن عدم اعتداده بهذه العملية.

وحقيقة هذا الموضوع الذي تقرأونه هو مكالمة هاتفية تلقيتها من أحد الأساتذة، إذ إنه كان ينتقد عمليات تجديد العقود، وذلك لأنه يرى أن الأستاذ البحريني في الجامعة ما إن ينهي فترة عمله أو يصل إلى سن التقاعد حتى تتخلى عنه الجامعة وتكمل إجراءات تحويله على التقاعد، بينما يجد الأستاذ الأجنبي المجال متاحا لتجديد عقده حتى وإن جاوز عمره السبعين! وبذلك فإن المدرس يفقد كفاءته في هذا العمر وقدرته على التدريس ونقل المعلومة إلى الطالب بالشكل السليم، عوضا عن تعلل جسده بالأمراض ما يعوق قدراته على التواصل مع الطلبة بالشكل المناسب، وقد يتغيب في أحيان كثيرة عن الحضور للطلبة في الوقت المناسب أو التغيب الكلي بسبب إرهاق كبر السن.

وذكر الأستاذ في مكالمته أن مجلس القسم الذي يقرر ما إذا كان المدرس سيواصل عمله في تدريس الطلبة أم لا، يعتمد بنسبة 30 في المئة على رأي العميد في بقاء الأستاذ أم لا، ويعتمد بنسبة 40 في المئة على رأي رئيس القسم، وتبقى الـ 30 في المئة المتبقية من نصيب تقويم الطلبة للأستاذ، وهي - بوصفه - لا تسمن ولا تغني من جوع إذا ما كان الأستاذ على علاقة طيبة بالعميد ورئيس القسم فلن تزحزح هذه النسبة المخصصة للطلبة - وهم أساس توظيف الأساتذة - ساكنا في قرار إبقائه أو إحالته على المعاش، بل إنهم سيضعون البحوث والأعمال التي يقوم بها من أجل القسم والجامعة دون التدريس في كفة الميزان، متناسين أن الدور الأول للأستاذ هو التدريس.

ومن المواقف الطريفة في عملية التقييم أن طلبة أحد الفصول الدراسية - كما وصفت سابقا - كانوا يتمتعون بـ (تطليع الحرة) في اوراقهم، ويبدعون في انتقاء تعابيرهم لوصف الأستاذ، وفي الحصة التي تلتها دخل الأستاذ وهو يحدق في الطلبة بعين نصف مغمضة وحاجب معقود، وسأل ممتعضا: إذاً فأنا مثل الصاروخ في سرعة شرحي يا فلان؟

إقرأ أيضا لـ "علي نجيب"

العدد 1298 - الأحد 26 مارس 2006م الموافق 25 صفر 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً