المرأة البحرينية لا تقل شأنا عن المرأة الإيرانية أو العراقية أو الماليزية. لها حقوق وعليها واجبات. وغالبية الفقهاء لا يتحرزون من دخولها أو مشاركتها في الحياة النيابية ودعمها للوصول إلى البرلمان. عندما نذهب إلى إيران نجد هناك العشرات من النساء ممن يترشحن في المجلس النيابي وبعضهن استطعن الوصول إلى المجلس بدعم المجتمع المسلم والتجار وحتى علماء الدين. تجد صور المترشحات تملأ جدران القرى والمدن وتقف هناك المرأة الإيرانية لتتحدث عن مشروعها السياسي والخدماتي للمجتمع. يقول الإمام الخميني: «يجب أن تشارك النساء إلى جانب الرجال في النشاطات الاجتماعية والسياسية، ويجب أن نطرح اليوم السؤال الآتي: لماذا لا تتولى النساء المسئوليات والمناصب الحساسة، الطريق ممهد أمام النساء ونحن لا نرى أي مشكلة أمام حضور السيدات؟». (المصدر: 30 سؤالاً وشبهة حول المرأة، مكتب الخامنئي، ص 231 و.232 سورية، دار الولاء).
ولو كان هناك أي اشكال في ذلك لكان السيد أول الرافضين، بل إننا نرى ابنته زهراء الخميني تشارك في المؤتمرات وكل الفعاليات، أثناء حياته أيضاً. المرأة الإيرانية تشارك في مؤتمرات كثيرة يشارك فيها الكثير من الرجال والمفكرين، بل وتقدم أوراقاً بحثية في ذلك وبحضور العلماء والفقهاء. السؤال الآخر: الآن في العراق لم نر موقفا واحدا للسيد السيستاني يرفض فيه مشاركة المرأة في الانتخابات البرلمانية ولو كان لبان. والدليل أن هناك من النساء اللاتي ترشحن للعمل النيابي ولم يمانع السيد ولم يقل إن هناك أولوية للرجال مع العلم أن البرلمان العراقي يمثل كل الأطياف السياسية بما فيها العلمانية، وعلى رغم ذلك لم يظهر السيد أي تحفظ في مشاركة المرأة في البرلمان.
من أراد التمعن في فتاوى الفقهاء أو المفكرين الإسلاميين فليرجع إلى فتاوى الشيخ الغزالي والسيد فضل الله وعلي شريعتي والسيد السيستاني والشيخ شمس الدين وغيرهم كثر.
لا يوجد أي إشكال فقهي في ترشح المرأة البحرينية للبرلمان، علماً أن المجتمع البحريني مجتمع محافظ وإسلامي متحر في ضبط الضوابط الإسلامية، فلماذا الخوف عليه من ذلك؟ كل الإسلاميين في البحرين (سنة وشيعة) يجب أن يكون موقفهم من مشاركة المرأة واضحاً سلباً أو إيجاباً. يجب أن يكونوا واضحين في هذه النقطة ومبتعدين عن المنطقة الرمادية فالمسألة ستكون وراءها تبعات وتداعيات وفرز أيضاً، فالحديث في المطلق وطرح المبررات لا يغني ولا يسمن من جوع. كل تيار يجب أن يوضح رأيه بالتفصيل، اما مع مشاركة المرأة أو ضد المشاركة.
فلنطرح هنا بعض الاسئلة:
1- هل يوجد فقيه يمانع من حق المرأة السياسي؟
2- ما هي الادلة الفقهية أو التاريخية التي تمنع المرأة من هذا الحق؟
3- لماذا استعرض الله عز وجل صورة ملكة سبأ بلقيس في القرآن على أنها كانت المرأة الحكيمة والقادرة على اتخاذ الأمور السياسية الصحيحة؟
4- هل منع الرسول (ص) السيدة خديجة (ع) من مزاولة التجارة بعد الزواج منها؟
5- خرجت السيدة زينب مع الحسين وبقية النساء، ولماذا شجعها على الخروج معه على رغم علمه بالمستقبل؟
6- التشخيص الموضوعي للساحة البحرينية يجب أن يكون وفق عقول متنوعة من العلماء والأكاديميين والمثقفين وأصحاب التخصص أيضاً ويجب عدم اختزاله في مؤسسة هنا أوهناك، لأن أي خطأ في تقييم المواقف ستكون تداعياته على الجميع، الراضي والرافض، التاجر والفقير، عالم الدين والمحامي والدكتور، إلخ.
ختاماً نقول: المرأة البحرينية ليست أقل حظاً من الرجل، ويجب دعمها في الحصول على حقوقها، وقد أثبتت جدارتها أفضل من الرجل في كثير من الميادين
إقرأ أيضا لـ "سيد ضياء الموسوي"العدد 1297 - السبت 25 مارس 2006م الموافق 24 صفر 1427هـ