منذ مدة ليست بالبعيدة... وفي حضور جميع وسائل الإعلام... صرح صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى بن سلمان آل خليفة المعظم ملك مملكة البحرين... بأن مدة بقاء الوزير في منصبه هي أربع سنوات... والوزير الخارق فقط هو الذي يبقى ثماني سنوات... وهذا التصريح نشرته جميع الصحف البحرينية في ذلك الوقت.
تصريح جلالة الملك له عدة معان موجهة لجميع الوزراء بالدرجة الأولى... قبل أن تكون موجهة لباقي أفراد الشعب... وأول المعاني هي أننا جميعاً في مملكة البحرين أصبح من الثوابت عندنا ولاؤنا الدائم لرموز الحكم المتمثلين في جلالة الملك المعظم... وسمو رئيس الوزراء الموقر... وسمو ولي العهد الأمين... وهو درس لنا بأن حبهم ينبع من حبنا لبلادنا التي من أجل سلامتها ورقيها نضحي بالغالي والنفيس...
المعنى الثاني الذي نستقيه من تصريح جلالة الملك هو أن جميع أبناء البحرين سواسية في نظر جلالته... لا فرق بين مواطن وآخر... ولا فرق بين وزير وموظف صغير... وأن جميع الوزراء في البحرين هم موظفون فقط... ويتقاضون أجوراً (رواتب) على وظائفهم... ولكل واحد منهم مدة معينة في وظيفته... فالوزير المخلص والمنتج في عمله يبقى لمدة أربع سنوات فقط... والوزير الخارق (فوق العادة) يبقى في عمله ثماني سنوات...
ما يعني أننا قادمون على زمن وعصر جديد لمملكة البحرين... وهو زمن العطاء والعمل الجاد للجميع... من أعلى المناصب في البلاد إلى أدناها... والزمن الماضي قد ولى وأصبح لا يصلح لهذه المرحلة... ذاك الزمن الذي يبقى فيه الوزير في منصبه ومكتبه مدة تحسب من كسور القرن... حتى ليظن أنه قد ملك الوزارة، وملك العباد الذين يعملون لخدمة وطنهم في هذه الوزارة... وأصبح يعتقد (بسبب طول المدة) أن هؤلاء الموظفين موجودون فقط لخدمته... وليس لخدمة وطنهم ومليكهم...
رياح التغيير جاءت... وأعلنها صراحة جلالة الملك المعظم... أطال الله في عمره المديد... وسدد خطاه... ولأننا شعب مخلص للملك وللوطن... فلابد أن نهتدي بالخطوات التي أقرها جلالته، وهي بالتأكيد في صالح الوطن... ولأننا كشعب ليس بيدنا تغيير الوزراء، ونريد أن نعمل بالمنهجية نفسها التي أقرها جلالة الملك لتغيير وتطوير مملكة البحرين... فإن الذي بيدنا هو أن نعلن بأننا سنعطي عضو مجلس النواب (المخلص) والمنتخب من قبلنا أربع سنوات فقط... والعضو الخارق ثماني سنوات...
أربع سنوات هي عمر الحياة النيابية في البحرين... وعضو مجلس النواب الذي يريد أن ينتج لصالح جميع ناخبيه... ولصالح بلاده... سيجدها مدة كافية... هو يعمل، ونحن نرى ونراقب ونقيم العمل... وإذا كان عضواً خارقاً ومنتجاً فوق العادة فلا مانع من تقديم اسمه كمترشح لفترة نيابية قادمة... ونحن سنعطيه جميع أصواتنا...
السؤال الذي دائما ما يطرحه المواطن هو: هل يوجد في مجلس النواب الحالي أي عضو خارق؟... طبعاً الجواب الذي عندي: أنا لا أعلم... لأن تقييم أي نائب لابد أن يأتي من المواطنين القاطنين لمنطقة النائب... والذين أعطوه أصواتهم... وناصروه في معركته الانتخابية... ولا يكون الجواب صحيحاً إذا أتى من أي شخص غيرهم... هم انتخبوه وصوتوا له بسبب قناعتهم بأنه سيكون خير من يمثلهم في المجلس... ويكون صوتهم المسموع لتحقيق هدف ما في نفوسهم هم وليس في نفوس غيرهم... لذلك فإن التقييم يأتي منهم وليس من غيرهم...
ولكن الذي نقوله لجميع المواطنين الذين بيدهم الأصوات الكافية لفوز أي مترشح ووصوله إلى المجلس النيابي: أن يدرسوا جيداً العمل الذي قام به نائب منطقتهم الانتخابية في الفترة النيابية الماضية... إذا كانت ترضيهم، أو لا ترضيهم... وهل من الممكن أن يكون فاعلاً في الفترة الانتخابية القادمة، ويحقق لهم ما يريدونه من مطالب؟... طبعاً المطالب التي يريدها الناخبون تختلف من منطقة انتخابية إلى أخرى، بحسب اختلاف الناس وميولهم الاجتماعية... والأيديولوجية...
الباقي من الزمن فترة قصيرة لا تتعدى الأشهر المحسوبة على أصابع اليد الواحدة... ورياح التغيير بعد نهاية هذه الفترة ستطال الجميع... من وزراء، وأعضاء مجلس الشورى، وأعضاء مجلس النواب... ونحن في الانتظار ونتمنى أن تكون للأحسن..
إقرأ أيضا لـ "سلمان بن صقر آل خليفة"العدد 1296 - الجمعة 24 مارس 2006م الموافق 23 صفر 1427هـ