العدد 1296 - الجمعة 24 مارس 2006م الموافق 23 صفر 1427هـ

المراجعة... الفضيلة الغائبة

سيد ضياء الموسوي comments [at] alwasatnews.com

كإسلاميين، بحاجة إلى تطوير خطابنا حتى لا يهرب الشباب منا. لقد أصبح في الساحة البحرينية أكثر من انشطار والهرولة نحو «الاممية» زادتنا تقوقعا على الذات، وأصبحنا أكثر عزلة، ذلك أن المنهج السياسي يقوم على الانفعال وتنفيس الغضب نحو المجهول وليس نحو استراتيجية. كلنا نبكي على ليلى البحرينية وكثير منا تحولوا إلى قيس بن الملوح على رغم عدم خوضهم في سياسة الحب.

يقول حسن الترابي في احد كتبه: «كإسلاميين لنا قدرة فائقة على تحشيد الجماهير ولكنا لا نستطيع ان نوظف هذه الجماهير الى مشاريع عملية والى برامج». هذه إشكالية لدى غالبية التيارات الاسلامية في العالم العربي. ويبقى السؤال: وماذا بعد التحشيد؟ هل هناك خطة عمل؟ هل هناك برامج عملية مدروسة؟ لا يوجد. السؤال: بقينا أربع سنوات من عمر الانفتاح السياسي في البحرين لم نقم بأي مشروع أهلي يعمل على تأهيل الناس اقتصاديا وثقافيا وسياسيا. لو قيمنا الأداء خلال السنوات الأربع الماضية كما تفعل الأحزاب الغربية وقمنا بعملية جرد لنعرف الأرباح والخسائر فماذا ستكون النتيجة؟

1- عمل مكثف ومجهودات كبيرة في رفع الصور ووضع البوسترات وتوزيع الكتيبات. ونعاود السؤال: ثم ماذا؟

2- خطب وحماس كلامي وخطابات (اسبكتي) في التنظير والانفعال إلخ، ونكرر السؤال نفسه: ثم ماذا؟ كل هذه المجهودات لم تفرز للفقراء مشروعا عمليا مؤسساتيا واحدا!

اذاً هناك خلل في التنظير وعدم تلمس الرؤية الصائبة لأمور ترفع عن كاهل الناس الفقر والجوع. مشروعاتنا لا تعدو أن تكون مجرد تنفيس غضب محتقن من طنجرة بخار. يخرج البخار ثم يأتي الجائع للطنجرة فيفاجأ بعد ذهاب كل البخار عدم وجود حتى الرز بداخلها.

الناس ملت من هذه الخطابات الارتجالية وستوقفنا لتسأل غدا: ماذا حققتم لنا من نجاحات؟ 5 سنوات نلهث معكم من شارع إلى شارع ومن خطبة عرمرمية الى خطبة نارية ولم نحصل على شيء!

اقول للناس: لا توجد خطة عمل، ولا مشروع واضح وأوضاعنا السياسية تقوم على ردات الفعل والدليل الآن بدلاً من وضع برنامج وطني رحنا وقفزنا للمشروع الفلسطيني! هناك أخطاء كبيرة: نجمع تبرعات إلى الخارج وهناك عوائل بحرينية لا توجد لديها حمام في المنزل وتذهب إلى المسجد أو الجيران. إحدى هذه العوائل ذكرتها سابقا. هذه العائلة ولله الحمد خلال هذه الفترة سيتم إعطاؤها وحدة سكنية في السنابس وقد تم التوقيع على ذلك. وشيء أفضل من لاشيء، وعلى رغم انا كنا نأمل أن تعطى منزلاً من قبل وزارة الاسكان لا شقة. ولكن الحمد لله هذه العائلة آخذة في تغيير وضعها الاقتصادي، فالابن حصل على وظيفة في القطاع العام ونتمنى من الدولة توظيف بقية الابناء.

للأسف لا يوجد خطاب واضح مبني على فكر مؤسسي في البحرين. كل الخطابات ارتجالية وفردية. نؤخذ إلى الفردوس الوهمي عبر الخطابات ثم الى حفر النار ثم نستيقظ وإذا بنا بلا شيء.

غياب الاستراتيجية وعدم وجود مجالس شورى ومستشارين اكاديميين، وتضخم الارتجال وانتفاخ الوهم وعدم الواقعية مع الخوف من إبداء الرأي أدى إلى ضياعنا وتداعي التداعيات السلبية على الجميع. تماما كما هو شأن المقاطعة فهي أخذت بيد الناس إلى البحر وارجعتهم ظماء. الاشكالية تقع على عاتق الجميع. المقاطعة لم تكن مبررة، حتى صمت الاخوة لم يكن مبررا وكان موقفا خاطئا، وها نحن نعاني من انشطار ناري في الخطاب والموقف وظهور جيوب منشطرة عن الام. أما بالنسبة للمدونة فأتكلم عن نفسي - كمواطن متشرع - انها ليست بمستوى الطموح فالمرأة البحرينية لم تصم في المحاكم سنين - من الحزن والألم والضياع - لتفطر على بصلة (مدونة) أحكام. فليباركها الجميع هذا موقفهم، أما بالنسبة للمرأة فلا الفقه ولا الاسلام يمنعها من المشاركة في البرلمان القادم. هذه ألف باء الفقه. عندما كنت في إيران نرى المرأة تشارك في البرلمان والبلديات مع موافقة كل الفقهاء وكذلك الآن في العراق، لماذا لم يمنع السيستاني نساء المجلس الأعلى من الترشح للانتخابات النيابية؟ هل العراق أفضل حالا - اسلاميا - من الخليج أو البحرين؟ لا طبعا. صمنا سنين لنفطر على مدونة الاسرة

إقرأ أيضا لـ "سيد ضياء الموسوي"

العدد 1296 - الجمعة 24 مارس 2006م الموافق 23 صفر 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً