من لا يجد حلاً لمشاكله... ماذا يفعل؟
الإنسان المحبط والضعيف في حال تعرضه لمشكلة كبيرة... يواجهها أم يهرب منها؟
هناك أنواع من البشر فمنهم من يواجهها بصرامة تحملاً لكل تبعاتها لإنهاء المشكلة نهائياً وبطرق تضمن عدم عودتها، مع التعلم من الأخطاء والاستفادة من السلبيات «فجل من لا يخطئ». وهناك من البشر من لا يستطيع مواجهة المشكلة فيهرب منها لتلاحقه أينما يذهب، تشغل تفكيره، تهاجمه ليلاً ونهاراً فلا يجد سوى الانتحار للتخلص منها أو اللجوء إلى المخدرات ليخرج من عالمه الحقيقي لعالم الخيال والهروب، هذا هو حال كل إنسان ضعيف في هذا العالم.
حكوماتنا مكونات بشرية تتعرض للكثير من المشاكل فكيف تتعامل معها؟ هل تضع لها الحلول الجدية بعد ان تتعهد بالتصدي لها بكل جرأة وصراحة رغبة منها في حلها؟ أم تهرب منها لتجعلها ساخنة وحية سنوات طويلة؟ بالطبع ان حكوماتنا ليست من النوع الغربي الذي يعترف بالخطأ وقد تستقيل لأنها تؤمن بالديمقراطية والحرية، بل تكابر وتعاند وتختلق أزمات من اجل إثبات نظريتها القمعية على أنها هي الصحيحة. تعديلات قانون التجمعات الجديدة تصب في المشهد نفسه فالحكومة لم تستطع مواجهة مشكلة المسيرات والمطالب الشعبية ورغبة الناس في الإنصاف والعدالة، فلجأت هرباً من المشكلة إلى حظر الاعتصامات والمسيرات والتظاهرات بشكل ذكي بحيث لم تجعل للمطالبين مكاناً يتظاهرون فيه، اعتقاداً منها بأن هذه التعديلات ستنهي المشكلة، إلا أنها لم تتعلم من أخطائها السابقة في أن المنع لا يعني الحل
إقرأ أيضا لـ "هاني الفردان"العدد 1296 - الجمعة 24 مارس 2006م الموافق 23 صفر 1427هـ