العدد 1296 - الجمعة 24 مارس 2006م الموافق 23 صفر 1427هـ

وطنية الوفاق... شهادة ملكية

عادل مرزوق Adel.Marzooq [at] alwasatnews.com

-

لولا «أميركا» رحمة الرب على الخليج العربي إبان غزو النظام العراقي البائد للشقيقة الكويت، لكان صدام حسين اليوم متربعاً على عرش الخليج العربي بكامله، ولكان بعض إعلاميينا في البحرين - ممن مازالت تعبث بهم «لوثة البعث» اللعينة - وزراء أو حكام المقاطعة العشرين أو الواحد والعشرين، كما كان رفقاؤهم في الكويت، لكن الرب سلم.

إن القذف السياسي في «المواطنة» و«الوطنية» هي ألعاب سياسية مكشوفة. فمن لا تتفق أجندته السياسية معي هو نقيض الوطن والمواطنة، والنتيجة النهائية هي «أنا الوطن»، ولا أحد سواي! ولا ضرر أن يوظف الصداميون البعثيون التهمة التاريخية الملصقة بهم لهذا الآخر، فمن يهتم... في هذا الهرج من التصفيق.

كان يوم الثاني من أغسطس/ آب 1992، موعد إفلاس الأسطورة الصدامية، ومازالت فرق «اجتثاث البعث» في العراق تحاول اصطياد الفئران الصدامية من جحورها.

«الصداميون» في البحرين يقومون بتجاوز الذاكرة الوطنية، هم يحاولون عبر هجومهم المدروس ضد الرموز الوطنية - خصوصاً الوفاقية - والتي صوتت في تاريخ البحرين وحاضرها على عروبتها، وعلى النظام السياسي فيها أن يستثمروا أية ظروف مواتية لتأسيس مركز سياسي جديد يجمعهم، فبعد أن سقط المركز في حفرة «الذل» واستخرج منها صدام حسين كالجرذ، أصبح الصداميون يحلمون بمركز بديل.

إذاً، ليست الرموز الوفاقية هي المطالبة بإثبات وطنيتها، الصداميون هم المطالبون بإثبات وطنيتهم، هم شهد التاريخ أنهم مجرد أذناب لبغداد البعث هنا.

للتو بدأ «الصداميون» يحسون بولائهم للبحرين، إلا انه ولاء «مفبرك»، ولاء بديل عن الولاء لأمة عربية واحدة يرأسها صدام لا غيره، وعلى الجميع أن لا يسقط في مصيدة هؤلاء الخوارج العائدين لنا حديثاً.

لعلنا بحاجة لتفعيل شيء مشابه لما وفق إخوتنا العراقيون في القيام به، وهو لجنة وطنية لاجتثاث البعث الصدامي من البحرين، حتى تطهر الأرض من لوثة صدام ويستريح «الوطن» و«المواطن» من هذه الفئة الملوثة لوطنيتنا جميعاً.

أخيراً، وصف جلالة الملك دخول التحالف الرباعي في الانتخابات بأنه «أحلى الأيام»، ووصف رموزه بأنهم «لا تنقصهم غيرة على الوطن، وهم ذوو خبرة». وعليه، فإن جميع إعلاميي البعث الصدامي في صحفنا هم بحاجة لنوع من الاجتثاث فلا أحد هنا يعترف بوطنيتهم. بينما تبقى وطنية المعارضة حقيقة وبإقرار ملكي، فهي «خط ملكي»، ولا يحق للصداميين تجاوز هذا الخط

إقرأ أيضا لـ "عادل مرزوق"

العدد 1296 - الجمعة 24 مارس 2006م الموافق 23 صفر 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً