الموضوع الاقتصادي لهذا الأسبوع يجب أن يكون ما يحدث في دولة قطر. ففي غضون أيام معدودة تم الإعلان عن خطة لإنشاء مدينة متخصصة لقطاع الطاقة فضلا عن إبرام اتفاق نهائي لإنشاء مصهر للألمنيوم. لكننا نبدأ تغطيتنا للتطورات في قطر مع ما قاله الرئيس الأميركي السابق بيل كلينتون عن الاقتصاد القطري أثناء وجوده في البحرين. وسنعرج على مشروعي مدينة الطاقة وصناعة الألمنيوم يومي الأحد والاثنين على التوالي.
إشادة كلينتون بقطر
يحمل الرئيس الأميركي السابق بيل كلينتون انطباعاً ايجابيا إلى أبعد الحدود عن التطورات الواقعة في قطر. فقد كشف ذلك أثناء الندوة التي أقيمت في البحرين بتاريخ 29 يناير/ كانون الثاني في فندق الريتز كارلتون وبرعاية ولي العهد صاحب السمو الشيخ سلمان بن حمد آل خليفة.
فقد كرر كلينتون إشادته بقطر عدة مرات على خلفية الإنجازات التي تحققت في هذا البلد الخليجي في السنوات القليلة الماضية. فمن جهة أشار إلى مشروع المدينة التعليمية في الدوحة، إذ نجحت قطر في استقطاب بعض أرقى الجامعات الأميركية ومن بينها «كرناجي ميلون» وغيرها لتقديم خدماتها التعليمية في البلاد. ورأى كلينتون أن هذا المشروع العملاق يساهم في توفير عناصر التغيير وقادة المستقبل في البلاد.
بدورنا نتفق مع ما قاله كلينتون بشأن أهمية التعليم في تنشئة القادة حيث الحاجة لتسلح متخذي القرارات بأحدث ما وصل إليه العلم الحديث. فالعلم مطلوب لكل التنفيذيين سواء أكانوا يعملون في المجالات السياسية أو التجارية أو الاجتماعية.
الأولى عربياً في التنمية البشرية
يذكر أن دولة قطر نالت على المرتبة الأولى بين الدول العربية في تقرير التنمية البشرية للعام 2005 الصادر من قبل برنامج الأمم المتحدة الإنمائي وذلك على خلفية تطور قطاع التعليم. فتمكنت قطر من تحسين موقعها من المركز رقم 47 في العام 2004 إلى المرتبة 40 على مستوى العالم ما يعني الأفضل خليجياً وعربياً. بحسب التقرير، تبلغ نسبة المتعلمين في قطر أكثر من 89 في المئة (مقابل 88 في المئة في البحرين).
عاصمة الغاز
إضافة إلى ذلك، أشاد كلينتون بالجهود المستمرة لجعل الدوحة عاصمة الغاز الطبيعي المسال في العالم، مشددا على أن ما يحدث يندرج في إطار تطوير قطاع الطاقة. ومن المتوقع أن تصبح دولة قطر المصدر الأول في العالم للغاز الطبيعي المسال مع حلول العام 2010 (المزيد بشأن هذا الموضوع في مقال يوم غد).
حقيقة باتت التطورات الاقتصادية الجارية في دولة قطر الشقيقة مثار إعجاب العالم وفخرا لكل أبناء مجلس التعاون الخليجي. ويلاحظ أن مسيرة النمو الاقتصادي في قطر (تبلغ نسبة نمو الناتج المحلي الإجمالي في قطر نحو 12 في المئة سنوياً وهي نسبة النمو نفسها في الصين) انطلقت في منتصف العام 1995 بعد أن تولى صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني مقاليد السلطة. أخيراً وليس آخراً يمثل الإقبال الكبير على عملية الاكتتاب في أسهم «بنك الريان» دليلا آخر على نجاح السياسة الاقتصادية لدولة قطر الشقيقة.
نواصل حديثاً يوم غد (الأحد) إذ نركز على مشروع مدينة الطاقة
إقرأ أيضا لـ "جاسم حسين"العدد 1296 - الجمعة 24 مارس 2006م الموافق 23 صفر 1427هـ