يترقب السودانيون بمختلف قطاعاتهم وفئاتهم باهتمام وشغف ما ستخرج به قمة الخرطوم العربية وخصوصاً أنهم عاشوا قبل أسابيع انعقاد قمة الاتحاد الإفريقي في العاصمة السودانية وصدموا لما شابها من توترات قبل وعقب انعقادها وخصوصاً فيما يتعلق بقضية الوضع في اقليم دارفور بغرب السودان ومسألة المطالبة الغربية بتحويل قوات الاتحاد الإفريقي في الاقليم إلى قوات دولية ما يهدد بخطر نقل الصراع في دارفور لمراحل اخطر بدلا من توجيه الجهود الاقليمية والدولية لحل الأزمة.
صحيفة «الوسط» التقت الخبير الاعلامي ورئيس المجلس القومي للمطبوعات الصحافية البروفيسور علي محمد شمو في اطار استطلاع آراء المتابعين للقمة لمعرفة توقعاتهم، فقال شمو: «ان القمة المقبلة تواجهها قضايا ساخنة مثل التعاون العربي الافريقي الذي يمر بمنحى خطير في ظل الوضع العالمي الراهن. وعلى الدول العربية ان تنشط وتفعل هذا التعاون وان تخلق المشروعات التي تجمع الطرفين وتحظى بالاهتمام».
وأوضح أن العرب يمثلون مساحة كبيرة في افريقيا ما يشكل لهم ثقلاً كبيراً في القارة السمراء وهم من أسسوا منظمة الوحدة الافريقية وعليه يجب ان يحافظوا على هذا الانجاز، كما تجب اعادة النظر في مجمل آفاق التعاون العربي الافريقي».
وقال: «إن الخرطوم شهدت أخيرا عقد سمنار في هذا الاطار وشهدت محاولات جادة لتحقيق تقدم لكن في المحصلة الانجازات قليلة. يجب على الدول العربية ان تزيد من معدلات التعاون فيما بينها وخصوصاً في مجال المعلوماتية والثقافة والفكر».
وأكد شمو ان «السودان ينتظر من القادة العرب خلال القمة ان يهتموا بمشكلات السودان التي تأتي في المقام الأول لانه دولة عربية وعليه لابد ان يجد الدعم الكامل من الجامعة العربية والدول الاعضاء لان المستهدف في النهاية هو الهوية العربية. والقوميات والعرقيات المتباينة في السودان لابد ان تشعر ان الوطن العربي ينظر لها باهتمام».
مضيفاً «نتوقع ان تشهد القمة حضورا عربيا قويا، هذه المرة يأتي منسجما مع خطورة الأوضاع التي تعيشها الامة العربية وان الخطر المحدق بالسودان يهم الجميع وهو لا يتحمل مسئولية تدهور الأوضاع والعلاقات مع الدول الأخرى لانه مستهدف اكثر من غيره».
كما قال الأمين العام للمجلس القومي للصحافة هاشم الجاز: «ان مجرد انعقاد القمة في الخرطوم يعني ان الاجواء بين القادة العرب طيبة وفي كثير من الاحيان لا يجد الرؤساء الفرصة لمجرد اللقاء للتشاور وان الظروف الآن مواتية لقمة ناجحة نأمل ان تتصدى للقضايا العربية حتى تلك التي خارج جدول الاعمال».
واضاف أن «الساحة العربية حبلى بالكثير من الحوادث والقضايا التي ظلننا نطالعها في صدر الصحف العربية منذ القمة العربية في الخرطوم العام 1976. الوطن العربي يحتاج الآن إلى احياء العمل المشترك. وبحسب المعطيات الواردة في التقارير الاعلامية فان من المتوقع حضور معظم القادة العرب لقمة الخرطوم وهذا يدل على ان الخرطوم تربطها علاقات طيبة ومتينة مع الأشقاء وان السودان يعتبر القنطرة بين العرب وافريقيا وعليه لابد من استثمار هذه الميزة المهمة».
مردفاً «المجتمع الدولي اختلف الآن عما كان عليه الوضع العام 76، فالعالم كان يعيش سابقا في ظل القطبية الثنائية واضحى الان في ظل القطبية الأحادية. ويتميز العصر الان بواقع التكتلات واعتقد أن الدول العربية وفي ظل هذا الواقع ستدخل في مواجهة مع هذه التكتلات التي في كثير من الأحيان يطلق عليها اسم المجتمع الدولي وهو لا يخرج عن كونه يمثل الدول الغنية في أوروبا وأميركا واليابان. وهذه الدول تمثل مصالحها الأولوية الاولى في طرح أية قضية من قضايا المجتمعات الاخرى. وانطلاقا من هذه الحقائق اتوقع ان تختلف مقررات هذه القمة عما طرح في قمة 76 واتوقع ان تتضمن المقررات ما يقوي الارادة العربية والعمل المشترك».
موضحاً «في الشأن السوداني يجب أن ينظر القادة العرب إلى أن السودان يحتاج إلى كل جهد اقليمي أو دولي وخصوصاً أن ما يدور فيه يحتاج إلى المؤازرة. ومن المتوقع ان تعمد القمة لدعم السودان والعمل على حل مشكلة دارفور وتقديم الدعم اللازم لانفاذ اتفاق السلام، ويتوقع ان تتضمن التوصيات والقرارات مساندة موقف السودان الذي يواجه أوضاعا مشابهة لما تواجهه بعض الدول العربية الاخرى التي تواجه ضغوطاً مماثلة لما يتعرض له السودان من تهديد اميركي بفرض عقوبات من حين إلى آخر. ووقوف العرب مع السودان سيؤدي من دون شك إلى أن يتطلع إلى حل مشكلاته بارادته الوطنية البحتة»
إقرأ أيضا لـ "ابراهيم خالد"العدد 1295 - الخميس 23 مارس 2006م الموافق 22 صفر 1427هـ