في وثيقة سرية كشفتها صحيفة «التايمز» تشير إلى عزم الحكومة البريطانية ممارسة ضغوط على إيران بحلول الصيف في مطلع مايو/ أيار المقبل لتبني قرار قاس ضدها في مجلس الأمن يهدف إلى استخدام القوة وإلزام طهران بالقبول الفوري بتعليق تخصيب اليورانيوم والعودة إلى الامتثال إلى مطالب الوكالة الدولية للطاقة الذرية. الوثيقة السرية تمهد الطريق لفرض عقوبات تأديبية على إيران أو حتى استخدام القوة ضدها وذلك في حال رفضها وقف برنامجها النووي. الوثيقة تضمنت رسالة كتبها المدير السياسي بمكتب الشئون الخارجية والكومنولث جون ساورز تستهدف كسب تأييد روسيا والصين بحلول الصيف المقبل لمشروع قرار دولي وفقاً لـ «الفصل السابع» ويطالب إيران بوقف أنشطتها النووية.
مساعي بريطانيا تتناقض مع توجه روسيا والصين اللتين تمتلكان حق النقض في مجلس الأمن كما نشهد التناقص ينعكس من جهة أخرى على مواقف كفتي الأطلسي وروسيا بشأن الانتخابات التي جرت في روسيا البيضاء فالدول الأوروبية وأميركا وصفت الانتخابات بأنها غير ديمقراطية بينما موسكو رأت عكس ذلك، وانتقدت موقف منظمة الأمن والتعاون الأوروبية واعتبرت مواقفها غير محايدة.
الضغوط الأميركية على روسيا تأتي من جهة روسيا البيضاء ومغبة اندلاع ثورات ملونة على غرار بقية دول الاتحاد السوفياتي كأوكرانيا (الثورة البرتقالية) وجورجيا (الثورة الوردية)، وإيران من جهة أخرى تجعل من موسكو تبحث وتتطلع إلى تقوية شراكتها مع دول الشرق فمن الصين والزيارة الأخيرة للرئيس فلاديمير بوتين إضافة إلى مواقف روسيا الداعمة لقضايا الشرق الأوسط وتذهب عكس ماتطمح إليه واشنطن، يا ترى هل ستبقى موسكو ثابتة على مواقفها أم متوقع لها أن تترنح تحت شباك الضغوط الأميركية التي تحاصرها من مختلف الجهات وفي كل المجالات السياسية والاقتصادية بل حتى الاجتماعية؟
العدد 1295 - الخميس 23 مارس 2006م الموافق 22 صفر 1427هـ