العدد 1294 - الأربعاء 22 مارس 2006م الموافق 21 صفر 1427هـ

بناء جوامع بالملايين

سيد ضياء الموسوي comments [at] alwasatnews.com

القاعدة الذهبية في الحياة: بدلا من أن تلعن الظلام أوقد شمعة. بدلا من أن ترفض كل شيء متأثرا بثقافة اللاءات اقبل بشيء ثم اعمل للتغيير. أنا أؤمن أن الإنسان يستطيع أن يحول من الاحباط الأسود إلى إحباط مثمر في السياسة والواقع الاجتماعي وفي كل مجالات الحياة. إذا... فلنسمه الحزن الاخضر. كيف نحول الحزن إلى نجاح وبساتين خضراء؟

الشللية الفكرية تؤدي إلى شللية سياسية وثقافية، وسياسة الخطوة خطوة أفضل ألف مرة من سيطرة غريزة الصراخ على الواقع. نحن الآن في البحرين نعيش سنة خامسة حرية. بمعنى للتو نتنفس عبق الحرية في جو كان مفعماً بالتسمم الهوائي. البيئة السياسية مليئة بالسموم والنفايات ومخلفات الماضي. علماء النفس يقولون: الجيل الواحد لا يتحمل أكثر من هزيمة. فكل جيل يتعرض إلى نكسات بحاجة إلى تأهيل صحي واقتصادي وسياسي وثقافي حتى يخرج من ألم الماضي وحتى يصبح سويا وإنسانا جديدا. الأديب مصطفى أمين كان يردد: «أعطني نقادا كبارا أعطك مسرحا كبيرا». هنا في البحرين نقول: «أعطني نقادا كبارا أعطك واقعا سياسيا كبيرا». نحن بحاجة إلى نقاد لفكرنا ومراجعة لخطواتنا ودراسة لأدائنا كي نصحح الأخطاء.

ما طرحته مقدمة للدخول في قضية المجلس الأعلى للشئون الإسلامية. كثيرا ما يسألني بعض المواطنين: ما هي إيجابيات المجلس؟ وما هي المشروعات التي سيخطوها وسيعمل لأجلها؟ قبل أسبوع طرحت معلومة كان لها انعكاس كبير على المجتمع إذ تلقيت عدة اتصالات شعبية ورسائل من المواطنين فرحة للخبر، وتقدم شكرها للمجلس الأعلى وذلك لموافقة المجلس بالاجماع على هدم وبناء جامع رأس رمان ورصد موازنة 340 ألف دينار (مليون دولار تقريبا). اليوم سأطرح موقفا آخر، وهو أن المجلس أقر أيضا هدم وبناء جامع في سترة بـ 340 الف دينار، وبناء جامع عسكر بـ 340 ألف دينار، وجامع في الجسرة أيضا بـ 340 ألف دينار. مجموع الأربعة تصل إلى 4 ملايين دولار تقريبا. أليس هذا موقفاً يستحق الشكر والتقدير لمثل هذه الخطوات؟ إضافة إلى ترميم جامع الفاضل.

أقول: شيء أفضل من لا شيء. وهذه مبالغ ضخمة تم رصدها من موازنة المجلس لبناء الجوامع في البحرين. بالطبع للمجلس مشروعات توعوية تتمثل في إقامة المؤتمرات والمحاضرات التي تصب في تثقيف المجتمع إسلاميا، وسيحضرها علماء كبار ومفكرون تماما كما حدث سابقا في المؤتمر الناجح «مؤتمر الحوار الاسلامي المسيحي» ومؤتمر «التقريب بين المذاهب»، والندوة الكبرى في إحياء ذكرى وتراث الفيلسوف البحريني الشيخ ميثم. المجلس الأعلى بهذه المشروعات يهدف إلى ترسيخ الوحدة الوطنية والإسلامية والتواصل مع المجتمع لترسيخ مثل هذه الثقافة.

طبعاً هناك فعاليات وأنشطة قادمة لخدمة المجتمع لتفعيل دور متميز للمجلس. دائما ما يردد العقلاء من الأمة أليس التواصل أفضل من القطيعة؟

إن ثقافة المشاركة في العمل المؤسسي والثقافي والخدماتي أفضل ألف مرة من الرفض والاصرار على ثقافة اللاءات. ذلك لا يخدم بشرا ولا يخدم الأمة في شيء. هذه خطوات ايجابية، يجب أن تثمن، وإن شاء الله هناك مشروعات قادمة للمجتمع الإسلامي المسلم. هناك جوامع أيضا لم أكتب عنها، سأكتب لاحقاً. دائما ما نردد أن لغة الأرقام هي التي تدل على الانجازات وليس لغة الإنشاء

إقرأ أيضا لـ "سيد ضياء الموسوي"

العدد 1294 - الأربعاء 22 مارس 2006م الموافق 21 صفر 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً