افترض أحد الكتاب أن السيناريو الأسوأ هو «حرق السيف» من خلال «جيوب الشغب» بحسب تعبير الكاتب الذي نسبها إلى بني جمرة، الدراز، الديه، والسنابس! ولست أعرف من أين بدأ هذا السيناريو وأين انتهى على رغم أنني قرأت المقال من ألفه إلى يائه، ولم أجد ما يدعم الفرضية التي عنونها صاحبها بـ «حريق السيف... السيناريو الأسوأ».
حتى تتمنطق تلك الفرضية يجب أن نخلص إلى أن ما حدث في مجمع الدانة كان سببه الجمريون والدارزيون، والديهيون والسنابسيون!! وكيف يمكن لنا إقرار هذه النتيجة التي اتكأ عليها الكاتب وفي الحدث طرفان، فالداخلية تؤكد أنها اقتحمت مجمع الدانة لمنع التخريب، والمتظاهرون يقولون إنهم لجأوا إلى المجمع هربا من مسيلات الدموع، وحتى المستثمرون في المجمع تحفظوا على اقتحام قوات الأمن بالدرجة التي تحفظوا بها على التجمع بالقرب من المجمع، فهل ثبتت التهمة على طرف ما في «الدانة» حتى تثبت عليه في «السيف»؟ حتى لا أصنف بالانحياز إلى طرف ما سأخرج من التحليل عاجلا، لأفترض سيناريو آخر غير حرق السيف، وهو احتواء الأزمة بغير منطق مسيلات الدموع التي يفترض أن صلاحيتها انتهت مع انتهاء حقبة ما قبل التوقيع على ميثاق العمل الوطني، وإذا ثبت أن المسيرة المسائية كانت غير مرخصة فلابد أيضا من التأكيد على أهمية قانونية حركة الشارع، وعلاوة على كل ما قيل يجب أن تكون سيناريوهات الصحافة حيادية تفاؤلية تفترض الأحسن لا الأسوأ.
إقرأ أيضا لـ "عقيل ميرزا"العدد 1294 - الأربعاء 22 مارس 2006م الموافق 21 صفر 1427هـ